بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاحتجاز غير القانوني، أصدرت محكمة سعودية حكماً بالسجن لمدة 20 عاماً ضد الناشط السعودي في مجال حقوق الإنسان والموظف السابق في الهلال الأحمر عبد الرحمن السدحان، بالإضافة إلى حظر السفر لمدة 20 عاماً بعد إطلاق سراحه.
الحكم تسبب في موجة انتقادات واسعة وغضب عالمي ضد المملكة العربية السعودية، إذ أصدرت الخارجية الأمريكية بياناً الثلاثاء 06 أبريل/نيسان يدين الحكم، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة ” نحن قلقون من التقارير التي تفيد بأن محكمة مكافحة الإرهاب في السعودية حكمت على عامل الإغاثة السعودي عبد الرحمن السدحان بالسجن لمدة 20 سنة تليها حظر سفر لمدة 20 سنة”، مضيفاً “سنواصل مراقبة هذه القضية عن كثب خلال أي عملية استئناف. إن حرية التعبير، ومثلما قلنا للمسؤولين السعوديين على جميع المستويات، لا ينبغي أن تكون جريمة يعاقب عليها القانون. وسنواصل تعزيز دور حقوق الإنسان في علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية وكذلك تشجيع الإصلاحات القانونية التي تحترم حقوق الإنسان لجميع الأفراد”.
فيما وصفت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي الحكم الصادر ضد عبد الرحمن السدحان بـ “الوحشي”، مؤكدة أن سجنه لفترة طويلة ودون محاكمة “يُعد ظلماً فادحاً ومروعاً”، مشددة على أن “الرياض بحاجة إلى معرفة أن العالم يراقب تصرفات السعودية المزعجة وأننا سنحاسبهم”.
الحكم كان صدمة بالنسبة لعائلة السدحان أيضاً، إذ قامت شقيقته أريج بالتغريد قائلة “هذا جنون!!! إنهم يريدون سجنه 20 عاماً تليها 20 عاماً أخرى من حظر السفر!!!”
وكان عبد الرحمن السدحان قد اعتقل في 12 مارس / آذار 2018 من داخل أحد مكاتب الهلال الأحمر بالعاصمة السعودية الرياض، واستمرت السلطات في إنكار تواجده لديها لمدة شهر، ثم اعترفت باعتقاله لكنها لم تمكن عائلته من زيارته كما رفضت الإفصاح عن أي معلومات حول أسباب ومكان احتجازه، كما لم يعرض على المحكمة ليظل طوال الثلاث سنوات محتجزاً دون توجيه تهمة رسمية، قبل الحكم عليه في وقت سابق من هذا الأسبوع.
المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا طالبت في وقت سابق بالإفراج عن السدحان وتمكينه من الحصول على كافة حقوقه القانونية والإنسانية، دون استجابة من السلطات، التي حكمت عليه بالسجن المؤبد الآن، ومن المرجح أن يستمر احتجازه داخل سجن الحائر سيئ السمعة في السعودية.
ويعاني السجل الحقوقي للسلطات السعودية من تدهور ملحوظ يجابهه انتقادات دولية واسعة لمعاملة النظام السيئة لمنتقديه خاصة بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، الذي كشف تقرير استخباراتي أمريكي صدر مؤخراً أن عملية القتل تمت بأمر مباشر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
كذلك قوبلت قضايا مثل اعتقال الناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول، التي أفرج عنها مؤخراً، بإدانة عالمية بسبب الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت إليها أثناء فترة احتجازها التي امتدت لثلاث سنوات تقريباً.