في استمرار لسياسة استهداف الصحفيين في قطاع غزة؛ قُتل الصحفي الفلسطيني محمد صالح البردويل، فجر الثلاثاء، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزله في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر أيضاً عن مقتل زوجته وأطفاله الثلاثة.
ووفقاً لتقرير صادر عن “إذاعة الأقصى” حيث كان يعمل البردويل مذيعاً، فإن استهدافه يأتي في إطار حملة منظمة تهدف إلى “تغييب الرواية الفلسطينية وطمس الحقيقة”.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن هذه الجريمة ترفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 209 صحفيين، مشدداً على أن هذه الاستهدافات “ممنهجة ومتعمدة” بهدف إسكات الأصوات التي توثق جرائم الحرب بحق المدنيين.
ووفق القانون الدولي الإنساني؛ فإن الصحفيين يتمتعون بحماية خاصة أثناء النزاعات المسلحة، حيث تُعد استهدافاتهم المباشرة انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف وخرقاً واضحاً للمادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول، التي تنص على حماية الصحفيين المدنيين من أي اعتداء خلال النزاعات المسلحة.
كما تصنف المحكمة الجنائية الدولية الاستهداف المتعمد للصحفيين كـ”جريمة حرب”، وهو ما أكده المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية التعبير، حيث شدد في عدة تقارير سابقة على أن قتل الصحفيين ومحاولات إسكاتهم تمثل انتهاكاً صارخاً لحرية الإعلام وحقوق الإنسان.
ويأتي استهداف الصحفيين في إطار سياسة أوسع للاحتلال تستهدف المدنيين في قطاع غزة، حيث توعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأحد، بتصعيد الهجمات وتنفيذ مخططات التهجير القسري بدعم أمريكي، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر الإبادة الجماعية والتهجير القسري للسكان.
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة؛ فإن عدد الضحايا منذ استئناف إسرائيل هجماتها في 18 مارس/ آذار بلغ 1001 قتيل وأكثر من 2359 مصاباً حتى ظهر الاثنين، معظمهم من النساء والأطفال. فيما ارتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر إلى أكثر من 164 ألف قتيل وجريح، مع استمرار حصار القطاع وانهيار الوضع الإنساني.
وفي ظل استمرار حرب الإبادة والصمت الدولي، تتزايد المخاوف من تصعيد أوسع قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، فيما يبقى الصحفيون الفلسطينيون في الخطوط الأمامية، يدفعون حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة إلى العالم.