منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023؛ صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من استهداف الصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج ومتعمد، في محاولة لمنع نقل الحقيقة التي تظهر إجرامها بحق المدنيين العزل.
وارتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين اغتالتهم قوات الاحتلال في غزة منذ بدء الحرب إلى 206 صحفياً، إثر وفاة الصحفية آلاء أسعد هاشم، متأثرة بإصابتها في قصف إسرائيلي سابق.
ويعد استهداف الاحتلال للصحفيين في قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتحديدًا المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، والتي تنص على وجوب حماية الصحفيين المدنيين الذين يزاولون عملهم في مناطق النزاع، إذ إن هؤلاء الصحفيون ليسوا أطرافًا في القتال، واستهدافهم يرقى إلى جريمة حرب وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
علاوة على ذلك؛ يشكل قتل الصحفيين بشكل ممنهج محاولةً واضحة لطمس الحقيقة ومنع نقل الجرائم إلى الرأي العام العالمي، وهو ما يتعارض مع المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تضمن حرية التعبير وتلقي المعلومات.
ويتوجب على المنظمات الدولية تصعيد الضغط على المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه الجرائم، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة. فاستهداف الصحفيين لا يهدد فقط أرواحهم، بل يحرم العالم من رؤية الحقيقة، وهو جزء من سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.