تشهد سجون الاحتلال الإسرائيلي اكتظاظاً غير مسبوق، حيث تجاوز عدد المعتقلين الفلسطينيين 9500 معتقل، بينهم 350 طفلاً و21 امرأة، بالإضافة إلى آلاف الأسرى الإداريين الذين يُحتجزون دون تهمة أو محاكمة.
ويبرز من بين المعتقلين أكثر من 3400 أسير يقبعون رهن الاعتقال الإداري، وهو إجراء يُستخدم لاحتجاز الفلسطينيين دون توجيه تهم رسمية أو محاكمات عادلة، بناءً على “ملفات سرية” لا يُسمح حتى لمحامي المعتقلين بالاطلاع عليها.
وتُعد سياسة الاعتقال الإداري انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، إذ تُستخدم كأداة عقابية جماعية تستهدف النشطاء والمدنيين على حد سواء.
وطالت الاعتقالات أيضاً 350 طفلاً، في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية التي تحظر احتجاز القُصّر وتعريضهم للمعاملة غير الإنسانية، حيث يواجهون أساليب تحقيق قاسية، تشمل العزل والضغط النفسي والحرمان من النوم، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية حقوق الطفل.
كما لا تستثني الاعتقالات النساء، إذ تخضع المعتقلات الفلسطينيات لمعاملة مهينة تشمل الحرمان من العلاج والإهمال الطبي، بالإضافة إلى العزل الانفرادي والإهانات خلال التحقيق.
ومن بين الأسرى، هناك أكثر من 1500 معتقل من قطاع غزة، غير أن هذا الرقم لا يشمل جميع الذين تم احتجازهم، خاصة أولئك المحتجزين في المعسكرات العسكرية الإسرائيلية، حيث يُحرَمون من أدنى الحقوق الأساسية.
وفي ظل استمرار هذا التصعيد في الاعتقالات والانتهاكات الممنهجة، يبقى ملف الأسرى الفلسطينيين شاهداً على حجم الظلم الواقع بحق الشعب الفلسطيني، في وقت لا تزال فيه التحركات الدولية عاجزة عن فرض أي إجراءات حقيقية لحماية حقوق المعتقلين وإنهاء معاناتهم المستمرة.