لم يعد القتل في قطاع غزة مقتصراً على القصف والتدمير، بل امتد ليحصد أرواح الأطفال الرضع نتيجة البرد القارس والظروف الإنسانية الكارثية.
ووفق بيان لوزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الإثنين؛ ارتفعت حصيلة الوفيات نتيجة البرد القارس إلى ثمانية، بينهم سبعة أطفال، آخرهم الرضيع يوسف أحمد كلوب (35 يوماً)، الذي فارق الحياة بسبب نقص وسائل التدفئة وانعدام الرعاية الطبية الملائمة.
وتأتي هذه الوفيات في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المطبق ومنع دخول الوقود والمواد الأساسية، ما أجبر العائلات النازحة على حرق مخلفات المنازل المدمرة للتدفئة، رغم ما تحتويه من مواد سامة تشكل خطراً إضافياً على الصحة العامة.
من جهتها؛ حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة بسبب انعدام المأوى والبرد القارس، مشيرة إلى أن أكثر من 7700 طفل حديث الولادة يفتقرون للرعاية الصحية الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
وتشير تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إلى أن نحو مليوني فلسطيني من أصل 2.4 مليون نسمة أصبحوا نازحين بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث يعيشون في ظروف قاسية داخل خيام مهترئة لا توفر الحد الأدنى من الحماية من البرد والمطر، في ظل شح الطعام والمياه والملابس الشتوية.
ويشكل ما يحدث في غزة من حصار وتجويع واستهداف للأطفال بالقتل البطيء عبر البرد والجوع جريمة حرب، وانتهاكاً فجاً للقانون الدولي الإنساني الذي يلزم الاحتلال بتوفير الحماية للمدنيين، تستوجب تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، وفتح ممرات إنسانية آمنة تضمن توفير الغذاء والدواء والدفء للمدنيين، وخاصة الأطفال، الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه المأساة المستمرة.