تواصل السلطات السعودية مماطلتها في محاكمة معتقلي الرأي المعتقلين في سجونها، إضافة إلى عدم التزامها بإجراءات المحاكمة العادلة.
وفي هذا السياق؛ أعلن عبد الله العودة، نجل الأكاديمي السعودي المعتقل، سلمان العودة، أن المحكمة المتخصصة أجّلت مجدداً جلسة محاكمة والده، مؤكداً أنه لم يجر إحضاره إلى المحكمة في العاصمة السعودية الرياض.
وقال العودة في تغريدة له على حسابه في “تويتر”، إنه “ضمن مهزلة محاكمة الوالد سلمان العودة، أُجّلت الجلسة اليوم (أمس الثلاثاء) في خرق واضح لأبسط إجراءات العدالة، وفي تأجيلات متكررة منذ ثلاث سنوات تكشف حجم التلاعب بالمحكمة”.
وأضاف: “لم يحضروا الوالد للجلسة، ولم تطمئن عليه العائلة منذ زمن، كما أن الاتصال الهاتفي مقطوع منذ سنة”.
واعتقلت الأكاديمي والداعية السعودي سلمان العودة في شهر سبتمبر/أيلول عام 2017، ضمن حملة اعتقالات كبيرة طالت عدداً كبيراً من النشطاء والمفكرين والأكاديميين، ووجهت النيابة العامة السعودية عدداً من التهم للعودة، أبرزها “الإفساد في الأرض والسعي المتكرر لتغيير النظام”، وطالبت بإعدامه.
وقبل عدة شهور؛ أعلن عبدالله العودة، أن والده “فقد تقريبا نصف سمعه ونصف بصره” وفق طبيب السجن، وأنهم “لا يزالون يريدون أذاه”، مشيرا إلى أنه يتعرض “للأذى والتعذيب والضغط والحرمان من العلاج”.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد حمّلت السلطات السعودية مسؤوليّة المضاعفات الصحية الخطيرة التي يعاني منها العودة (63 عاما) والناتجة عن الإهمال الطبي المتعمد ضده وسجنه لسنوات في العزل الانفرادي.
وشددت في بيان على أن العودة ومثله الكثير من المعتقلين على خلفية قضايا سياسية؛ إنّما يخضعون لمحاكمات هزلية توزَّع الاتهامات فيها بصورة جزافية أمام قضاء مسيّس ينبثق من منظومة فاسدة ومتهالكة.
وطالبت المنظّمة كافة النشطاء والكتاب والصحفيين المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية بإيلاء قضية المعتقلين في السجون السعودية أهمية قصوى، والضغط على السلطات السعودية من أجل الإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي، وخاصة الذين يعانون منهم من ظروف صحية خطيرة.