سُجلت أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 شهور، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت الوزارة في بيان، إن الحالة “في مدينة دير البلح (جنوبي القطاع) لطفل يبلغ من العمر 10 شهور، لم يتلق أي جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال”.
وأوضحت: “اشتبه الأطباء بوجود أعراض مطابقة لمرض شلل الأطفال، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة في العاصمة الأردنية عمان؛ تم تأكيد الإصابة بسلالة فيروس شلل الأطفال”.
ولفتت إلى أن “استمرار العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة قد نجم عنه كارثة صحية، بشهادة المنظمات الدولية”.
وجددت وزارة الصحة مناشدتها المجتمع الدولي والمنظمات الصحية الدولية “سرعة التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي فورا على قطاع غزة، والعمل على تهيئة الظروف الميدانية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوفير خدمات الرعاية الصحية بشكل فوري لأبناء شعبنا في قطاع غزة”.
وتوجهت بنداء عاجل “لكافة المنظمات والهيئات الدولية بضرورة العمل الفوري لإعادة بناء أنظمة مياه الشرب الآمنة، والصرف الصحي، والتخلص من النفايات الطبية والصلبة، والعمل على إدخال الوقود لضخ المياه العذبة النقية، والسماح غير المشروط لدخول الإمدادات الطبية والأدوية والمواد الخاصة التي تستعمل للنظافة الشخصية”.
وفي وقت سابق الجمعة؛ دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي إلى “هدنة فورية” لتسهيل حملة تطعيم كبرى لمكافحة شلل الأطفال، محذرا من “الانهيار الإنساني” في غزة مع تزايد معاناة الفلسطينيين والعالم يراقب.
وأشار إلى أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي من مدينتي خان يونس ودير البلح (وسط القطاع) زاد من المخاوف، حيث “يتعرض مئات الآلاف من الأطفال في غزة للخطر”.
وبما أن حملة التطعيم ستشمل 708 فِرق في المراكز الصحية، و316 فريقًا للتواصل المجتمعي؛ طالب الأمين العام للأمم المتحدة بـ”تسهيل نقل اللقاحات ومعدات التبريد”، وتسهيل دخول خبراء شلل الأطفال للقطاع، وتقديم الوقود للفرق الصحية، وزيادة التدفق النقدي للعاملين في مجال الصحة.
وفي منشور على حسابه في منصة “إكس” قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: “ننضم إلى الدعوة لهدنة إنسانية لمدة 7 أيام في قطاع غزة للسماح بجولتين من حملات التطعيم ضد شلل الأطفال”.
وفي يوليو/ تموز الماضي، تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات الصرف الصحي في مدينتي خان يونس ودير البلح.
وأشارت منظمتا الصحة العالمية واليونيسف إلى الإبلاغ منذ ذلك الحين عن إصابة 3 أطفال بما يُشتبه بأنه الشلل الرخو الحاد، وهو أحد الأعراض الشائعة لشلل الأطفال. وتم إرسال عينات من براز هؤلاء الأطفال إلى مختبر شلل الأطفال الوطني في الأردن.
يُذكر أن قطاع غزة كان خاليا من مرض شلل الأطفال خلال السنوات الـ25 الماضية، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وحذر العاملون في المجال الإنساني خلال الأشهر الـ10 الماضية من أن عودة المرض للظهور يعد تهديدا آخر للأطفال في غزة والدول المجاورة.
ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما يتراوح بين 5 و10 بالمئة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتقول المنظمة على موقعها الإلكتروني إنه “طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كارثي، جراء القصف المتواصل والحصار المشدد الذي يمنع وصول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء وأدوية وكهرباء.