في إنذار جديد يضاف إلى سلسلة من التحذيرات التي أطلقتها المنظمات الإنسانية في السودان في الأشهر الأخيرة، حول مخاطر ارتفاع نسبة الجوع وسوء التغذية في البلاد؛ حذرت الأمم المتحدة من خطر انعدام الغذاء الحاد الذي يهدد حوالي 19 مليون شخص في السودان خلال الأشهر القليلة المقبلة، نتيجة الصراع المستمر في البلاد وتداعياته على الأمن الغذائي.
وتتواصل منذ منتصف أبريل الماضي اشتباكات في ولايات بالسودان بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع”.
وقال فرحان حق نائب متحدث الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، إن برنامج الأغذية العالمي يحذر من احتمالية معاناة 19 مليون شخص من انعدام الغذاء الحاد خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.
وأضاف أن برنامج الأغذية يرجح ارتفاع عدد الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي بالسودان إلى ما بين مليونين و2,5 مليون شخص، وبالتالي يرتفع الإجمالي إلى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة حال استمر النزاع الحالي.
وتشمل الولايات التي من المتوقع أن تشهد أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة: غرب دارفور، وغرب كردفان، والنيل الأزرق، والبحر الأحمر، وشمال دارفور، وفق المصدر نفسه.
ولفت المتحدث إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يؤكد أن الوضع في السودان يزداد خطورة.
كما أكد حق دعوة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى توفير دعم بقيمة 445 مليون دولار لإدارة موجة الهجرة المتزايدة من السودان إلى البلدان المجاورة، وتلبية المساعدات طوال ستة أشهر.
ويشكل انعدام الغذاء الحاد في السودان تحديًا حقوقيًا كبيرًا، حيث يتعارض هذا الوضع مع حق الإنسان الأساسي في الحصول على الغذاء الكافي والصحي، والمنصوص عليه في العديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية، بما في ذلك الاتفاقية الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما أن انعدام الغذاء يزيد من انتشار الفقر والتشرد والأمراض، مما يؤثر سلبًا على حياة المدنيين ويعرض حياتهم للخطر، ما يستدعي من الحكومات والمنظمات الإنسانية، العمل بجدية للحيلولة دون انعدام الغذاء، وتوفير المساعدات اللازمة للمتضررين.