ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين، حتى تحولت مشاكل بعضهم الصحية إلى أمراض مزمنة يصعب علاجها، ومنهم من توفي جراء ذلك.
وفي هذا السياق؛ طرأ تدهور خطير جداً وإضافي على الحالة الصحية الحرجة للأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد.
وأكد ناجي أبو حميد شقيق الأسير ناصر، أنه تم نقله بشكل عاجل إلى المستشفى بعد تدهور حاد في وضعه الصحي.
وقال إن عائلته تلقت اتصالاً من شقيقه الأسير الآخر محمد، عبر الهاتف العمومي بسجن الرملة، أخبرهم خلاله أن ناصراً يصرخ من الألم وأوجاعه في الصدر والعمود الفقري والرأس وأرجاء جسده، وذلك بعد إظهار الفحوصات الأخيرة أن مرض السرطان قد انتشر في كافة أنحاء جسده.
وحول إمكانية زيارة عائلته له في المستشفى؛ قال ناجي إن الاحتلال الإسرائيلي يتذرع بالأعياد اليهودية وعدم إمكانية إصدار تصاريح للعائلة.
ويواجه الأسير أبو حميد خطر الموت في أية لحظة، وذلك وفقًا لما أقر به أطباء الاحتلال في التقارير الطبيّة الأخيرة له، الذين سلموه الشهر الماضي تقريراً طبياً نهائياً بعد فحوصات طبية أخيرة خضع لها، وأوصوا فيه بالإفراج عنه، إلا أن سلطات الاحتلال ترفض ذلك.
وكان ناصر قد وجّه رسالة من خلال عائلته التي تمكّنت من زيارته مؤخراً، قال فيها: “أنا أودّع شعب بطل عظيم حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم”.
وواجه الأسير أبو حميد ظروفاً صحية صعبة من جرّاء الإصابات التي تعرض لها برصاص الاحتلال. والعام الماضي، أصيب بسرطان الرئة. ومنذ ذلك الوقت، يواجه رحلة جديدة في الأسر أساسها جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، واليوم وصل المرض إلى مراحله الأخيرة. وبحسب تقرير طبي أخير؛ فإنه بات في أيامه الأخيرة.
يذكر أن الأسير أبو حميد (49 عاماً) من مخيم الأمعري بمدينة رام الله وسط الضفة، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن سبع مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم بالسجن مدى الحياة في المعتقلات.
ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال نحو 600 أسير، يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم 23 أسيراً مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.
وتعمد إدارة السجون والمعتقلات الإسرائيلية الخاصة بالفلسطينيين إلى عدم توفير طاقم طبي كافٍ لعلاج الأمراض التي تصيب المعتقلين، كما أن غياب اللوازم الطبية داخل سجون الاحتلال يزيد من حدة تدهور الأوضاع الصحية للأسرى، حيث تساوي إدارة السجون بين المريض بصداع وبين مريض القلب أو التهاب الرئة بإعطاء كل منهم حبة واحدة من المسكن (أكامول) مع إرشاد طبي بضرورة شرب الماء.
وبهذا السلوك تنتهك سلطات الاحتلال المادة (91) من اتفاقية جنيف الدولية، والتي تؤكد على “توفير عيادة مناسبة في كل معتقل، يشرف عليها طبيب مؤهل، ويحصل فيها المعتقلون على كل ما يحتاجونه من رعاية طبية، وكذلك على نظام غذائي مناسب”.