يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين في قطاع غزة، في سياق عدوان مستمر منذ ما يقارب العام، تتكشف فصوله يومياً عبر حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
فمنذ فجر اليوم الأربعاء وحتى لحظة نشر هذا الخبر؛ ارتفع عدد القتلى إلى 54 مدنياً، بينهم 36 في مدينة غزة وحدها، جراء القصف الجوي والبري ونيران الاحتلال.
وأفادت مصادر طبية بأن مجزرة دامية وقعت قرب سوق فراس وسط المدينة، بعد أن استهدف الاحتلال مخازن تابعة لبلدية غزة تؤوي نازحين، ما أسفر عن مقتل 22 شخصاً، بينهم 9 أطفال و6 نساء، إضافة إلى عشرات المصابين.
وفي أحياء أخرى، تواصلت المجازر، ففي حي الصبرة جنوبي غزة، قُتل 5 أفراد من عائلة الهمص إثر قصف منزلهم.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استُهدفت منازل عدة، ما أسفر عن مقتل 4 من عائلة خطاب في “مخيم 1″، كما قُتلت سيدة من عائلة نصار شمال المخيم.
وفي مدينة غزة؛ قُتلت امرأتان من عائلة المغربي في قصف استهدف شقة سكنية بشارع الصحابة، كما قُتل مدنيان آخران عندما قصفت مسيّرة شاحنة تقل نازحين في منطقة تل الهوى، وقُتل شخص آخر في قصف مماثل بشارع عمر المختار.
وفي مدينة رفح جنوب القطاع، أطلق جنود الاحتلال النار مباشرة على مدنيين ينتظرون المساعدات في منطقة الشاكوش شمال غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل 11 وإصابة آخرين، بينهم لاعب نادي شباب رفح محمد السطري.
ولا يزال القصف المدفعي يستهدف المناطق الشرقية والجنوبية والشمالية الغربية لمدينة غزة، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر، في ظل غياب أي ممرات آمنة للمدنيين، ما يفاقم من حصيلة الضحايا بشكل يومي.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تجاوز عدد القتلى في قطاع غزة 65,344 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، بينما أصيب 166,795 آخرون بجروح متفاوتة. وتؤكد وزارة الصحة بغزة أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع المستمر، مع وجود آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل والحصار.
ويُبرز هذا النمط من الهجمات المتكررة على الملاجئ والمستشفيات وأماكن توزيع المساعدات والتجمعات المدنية، الطبيعة الهادفة للعدوان، حيث يستهدف الوجود الإنساني ذاته في غزة.
إن استهداف المدنيين بشكل واسع ومنهجي، وفرض ظروف معيشية قاتلة، يدخل في صلب تعريف جريمة الإبادة الجماعية في القانون الدولي، ويجعل من قطاع غزة اليوم ساحة مفتوحة لانتهاكات غير مسبوقة بحق الإنسانية.