أفادت تقارير ميدانية بمقتل 32 فلسطينيًا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الأربعاء، بينهم 16 شخصًا لقوا حتفهم في قصف طال مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة.
ووثقت مصادر طبية أن قصف مدرسة “الكرامة”، التي كانت تؤوي نازحين فلسطينيين، أسفر عن مقتل 16 شخصًا، مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت أنقاض المبنى المستهدف. ويُعد هذا الهجوم الثاني من نوعه خلال يومين، حيث قُتل 33 فلسطينيًا وأصيب 73 آخرون جراء غارتين على مدرسة “أبو هميسة” بمخيم البريج وسط القطاع، وفق معطيات موثقة.
وفي خان يونس جنوب القطاع، أدى قصف جوي إلى مقتل 8 أشخاص، بينهم طفلة، بالإضافة إلى فقدان آخرين، بعد استهداف منزل لعائلة القدرة وسط المدينة. كما لقي فلسطيني وزوجته حتفهما في قصف استهدف منزلهما في بلدة بني سهيلا شرقي المدينة.
وفي وسط القطاع، أفادت تقارير بمقتل 3 فلسطينيين، بينهم طفلة، جراء قصف استهدف مخيم المناصرة للنازحين شرق مدينة دير البلح. وشهد شمال مخيم النصيرات استمرار عمليات تفجير المنازل بواسطة القوات الإسرائيلية، وفق إفادات ميدانية.
وفي محافظة شمال غزة، أكدت مصادر طبية مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في منطقة تل الزعتر شرق مخيم جباليا، مع تنفيذ غارتين إضافيتين في مناطق أخرى بالمحافظة.
تظهر المعطيات الموثقة أن استهداف المنشآت المدنية، بما في ذلك المدارس والمنازل التي تأوي نازحين، يمثل انتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة ما يتعلق بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، بموجب اتفاقيات جنيف والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وتشير الوقائع الميدانية إلى تصاعد نمط الهجمات التي تطال المدنيين والبنى التحتية المدنية، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير فورية لحماية السكان وفقًا لمبادئ القانون الدولي.
نطالب بضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل لضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني، ووقف جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين والمرافق المدنية. كما يُدعى مجلس الأمن والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمساءلة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان توفير الحماية العاجلة للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.