كشفت عائلة الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى “كمال عدوان” شمالي قطاع غزة، عن تعرضه للتعذيب الشديد والتجويع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منذ اعتقاله في ديسمبر 2024.
جاء ذلك في بيان أصدرته العائلة، استناداً إلى تقرير من محاميه الذي تمكن من زيارته مؤخراً.
ويعاني أبو صفية من ظروف احتجاز قاسية، حيث احتُجز في زنزانة انفرادية لمدة 24 يوماً، قبل نقله إلى سجن عوفر، وسط معاملة لا إنسانية تضمنت الحرمان من الطعام الكافي، رغم معاناته من أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم وتضخم عضلة القلب.
وأكد المحامي أن ملفه القضائي “نظيف”، ولا توجد أي لائحة اتهام بحقه، مما يعزز احتمالية الإفراج عنه ضمن أي اتفاق تبادل قادم.
ولم يكن اعتقال أبو صفية حدثاً معزولاً، بل جاء ضمن حملة استهداف ممنهجة للقطاع الصحي في غزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت أكثر من 14 شهرا. ففي 27 ديسمبر 2024، اقتحم جيش الاحتلال مستشفى “كمال عدوان” وأضرم النار فيه، وأخرجه من الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصاً كانوا بداخله، بينهم أبو صفية، الذي انتشرت صورته بردائه الطبي الأبيض وحيداً وسط الدمار.
وتمثل الاعتداءات على المستشفيات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المرافق الطبية والعاملين فيها.
ولم تقتصر معاناة أبو صفية على الاعتقال فحسب، فقد دفع ثمناً شخصياً باهظاً جراء حرب الإبادة الإسرائيلية. ففي 26 أكتوبر 2024، فقد نجله إبراهيم خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى “كمال عدوان”. ورغم إصابته نتيجة قصف استهدف المستشفى في 24 نوفمبر، رفض مغادرة مكانه وظل يؤدي واجبه الإنساني في علاج المرضى والجرحى حتى اعتقاله.
وفي ظل استمرار معاناة الأسرى الفلسطينيين، دعت عائلة أبو صفية إلى الضغط الدولي من أجل تحسين ظروف احتجازه، وتوفير الطعام والعلاج المناسبين، وصولاً إلى الإفراج العاجل عنه وعن كافة الكوادر الطبية المعتقلة. كما شدد المحامي على أن أبو صفية يوجه نداءً إلى العالم لإنقاذ الطواقم الطبية المحتجزة وحمايتها من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وجاء اعتقال أبو صفية في سياق حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أمريكي، مخلفة أكثر من 160 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 14 ألف مفقود، وفق أرقام رسمية فلسطينية.
وفي 19 يناير 2025، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن تبادلاً للأسرى بين غزة والاحتلال، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، على ثلاث مراحل تمتد كل منها لـ42 يوماً.