أعلنت وزارة الصحة المصرية عن مقتل 22 شخصاً (فيما بعد مصدر بالطب الشرعي تحدث عن مقتل 19)من مشجعي نادي الزمالك المصري أثناء تواجدهم داخل وفي محيط استاد الدفاع الجوي بالتجمع الخامس بالقاهرة مساء يوم الأحد الموافق 8/2/2013 حيث توافدالآلاف من جماهير نادي الزمالك المصري لحضور مباراة كرة قدم والتي كان من المقرر انعقادها في السابعة ونصف من مساء ذات اليوم والذي تم انعقاده بالفعل بشكل طبيعي بعد تأخيره لنصف ساعة فقط.
وحول الواقعة أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً رسمياً قالت فيه إن أعدادا غفيرة من الجماهير تجمعت في محيط الإستاد، حيث تم تنظيم دخول حاملي التذاكر عبر بواباته، وقال البيان أنه في حوالي الساعة السادسة مساءً تزايدت أعداد الجماهير خارج الإستاد من غير حاملي التذاكر وفاقت أعدادهم عشرة آلاف تدافعوا لاقتحام بوابات الإستاد وتسلق أسواره في محاوله منهم للدخول، فأصيب على أثرها عشرات منهم نتيجة شدة التدافع تم نقلهم للمستشفيات القريبة.
وقال البيان أن قوات الأمن قامت بتفريق الجماهير نظرا لقيامهم بتعطيل حركة المرور في الاتجاهين وإيقاف الحافلة التي تقل لاعبي فريق نادى الزمالك ومنعهم من الوصول إلى الإستاد وإضرام النيران في إحدى سيارات الشرطة.
وفي سياق متصل؛ أصدر النائب العام هشام بركات وقبل بدء أي تحقيقات في الواقعة أوامر بضبط وإحضار عدد من قيادات الوايت نايتس – رابطة مشجعي نادي الزمالك – واصفا إياهم بالمسؤولين عن الأحداث التي جرت في محيط استاد الدفاع الجوي.
وتحمل روايتي النيابة العامة والداخلية المصرية المسؤولية كاملة للجماهير وتؤكد أن حالات الإصابات والوفاة تمت خلال عمليات تدافع الجماهير للدخول دون تذاكر إلى مدرجات الاستاد.
إلا أن عشرات الأدلة التي جمعتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا في سبيلها لتقصي الحقائق حول الواقعة تكذب رواية الداخلية وتحدد بوضوح المسؤولية عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص داخل استاد الدفاع الجوي وفي محيطه.
بالتواصل مع العديد من شهود العيان والجماهير التي كانت موجودة في أماكن متفرقة داخل وفي محيط استاد الدفاع الجوي في القاهرة أكدوا أن عملية دخول الجماهير على خلاف المعتاد ولأول مرة كانت تتم بطريقة مستفزة وصعبة وكان هناك تعمدا واضحا من قبل الأجهزة الأمنية في زيادة مساحة التكدس والتزاحم حيث لا يُسمح إلا لشخص واحد بالمرور كل دقيقتين تقريبا في ظل وجود أكثر من عشرة آلاف شخصا يريدون الدخول ، كما فوجئت الجماهير بقفص حديدي بعرض 2 متر فقط من عرض الممر والذي يعادل 10 أمتار تقريبا ليزيد الأمور سوءا ويزيد التكدس بشكل لا يمكن تحمله ونورد بعض هذه الشهادات فيما يلي.
قال أ.ج أحد المارة الذين تصادف وجودهم جوار استاد الدفاع الجوي ” كنت ماراً بسياراتي على محور المشير طنطاوي بالقرب من استاد الدفاع الجوي ورأيت مئات من جماهير نادي الزمالك من الشباب والفتيات والنساء والأطفال وهم في حالة ذعر وهرولة وكان هناك دخان كثيف للغاز المسيل للدموع خارجا من أسوار الاستاد وبدا على الكثير من الجماهير الإعياء الشديد، وشاهدت قوات الأمن أمام الاستاد تطلق قنابل غاز على الأشخاص المتواجدين خارج أسوار الاستاد”
وفي شهادته للمنظمة قال م.س -أحد أعضاء رابطة مشجعي نادي الزمالك ـ “بدأنا في الدخول إلى الاستاد في الرابعة تقريبا مساء الأحد من البوابات المخصصة لذلك وسط تعنت وتضييق غريب من قوات الأمن، وعند مرورنا عبر البوابة الخارجية لم يتم السماح لنا بالدخول إلى المدرجات وتم حصرنا بين البوابة الخارجية وبين بوابة أخرى مصنوعة حديثا لأول مرة من أسلاك شائكة وقفص حديدي كالنفق ليمر منه الأشخاص إلى قوات الأمن والتي تقوم بالسماح لهم بالدخول عقب الاطلاع على التذاكر إلى الطرق المؤدية إلى المدرجات ، وبررت قوات الأمن لنا هذا الأمر بأن الكثير منا لا يملك تذكرة لحضور المباراة رغم أنهم قد سمحوا لنا بالعبور من البوابة الخارجية للإستاد دون تذاكر، ونتج عن هذا الأمر انحصار الآلاف المشجعين في مساحة ضيقة للغاية لا تسع هذا العدد الهائل ، ومع الضغط وزيادة العدد المستمر بعد اكثر من ساعة لم تكن قوات الأمن تسمح إلا لعدد قليل جدا بالدخول ليزداد التزاحم الخانق والضغط حتى انهار القفص الحديدي نتيجة الزحام دون أي إرادة من الجماهير لتقوم قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز علينا بشكل مباشر رغم رؤيتها للزحام وعدم قدرة الجماهير في الصفوف الأمامية على تحمل الضغط ، مما أحدث حالات تدافع عنيفة جراء الاختناق بالغاز مع عدم وجود أي مخارج وسد الأمن للطريق أمام الجماهير من الأمام وحالات التدافع العنيفة من الخلف التي أسفرت عن سقوط المئات مختنقين من الغاز وتعرضهم للدهس بالأقدام” .
وقال “ح.ع” –أحد المشجعين- في شهادته للمنظمة “بعد دخولنا من البوابة الخارجية، فوجئنا ببوابة تشبه القفص الحديدي وهي أضيق من الممر الذي دخلنا منه أصرت قوات الأمن على دخولنا منها على خلاف المعتاد فرداً فرداً لكي نصل إلى المدرجات، وهي بوابة محاطة بالعديد من الأسلاك الشائكة، مع تعمد ملحوظ لبطء في التفتيش مما أدى إلى زيادة عدد الأشخاص بين البوابتين وهو مكان ضيق للغاية لا يسع هذا الكم الضخم من الأشخاص مع استمرار التدافع انهارت البوابة والقفص الحديدي على ما به من جماهير لنفاجأ بقوات الأمن يقومون بالاعتداء علينا بالهراوات وأطلقوا علينا قنابل غاز بصورة كثيفة مما أدى إلى اختناقنا وسقوط المئات منا تحت الأقدام ، حيث لم يكن هناك أي مخرج مطلقا ، الأمن يغلق الطريق تماما من الداخل ويعتدي بالهراوات بشراسة على من يقترب ولا مجال للعودة إلى الخلف في ظل تدافع عنيف مع الزحام الكثيف والعمى الذي أصاب الجميع جراء الاختناق بالغاز “.