يحيط بقطاع غزة سبعة معابر لا يدخل القطاع ولا يخرج منه شيء دون المرور بأحدها تخضع ستة منها لسيطرة «إسرائيل» والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرتها(شكليا علي الأقل) هو معبر رفح حيث يخضع للسيطرة المصرية،بتاريخ 12 سبتمبر 2005 أعاد الإحتلال الإسرائيلي نشر قواته على الحدود وفي نوفمبر 2005 وقعت السلطة الفلسطينية اتفاقية المعابر لتشغيل معبر رفح برقابة أوروبية مما سمح لـ 1320 مسافرا بالتنقل يوميا عبر المعبر ،وفي حزيران 2007 سيطرت حركة حماس على قطاع غزة وعلى أثره أغلق معبر رفح وانسحبت قوات أمن الرئاسة الفلسطينية وبعثة المراقبة الأوروبية.
دخل قطاع غزة في حصار مشدد يفرضه الجانبان الإسرائيلي والمصري ألحق أضرار بالغة في حياة السكان فارتفعت نسبة البطالة والفقر ومنع السكان من حرية التنقل حتى المرضى والطلبة وأصحاب الإحتياجات الخاصة حرموا أيضا من التنقل عبر المعابر إلا في إطار ضيق جدا مما دفع منظمات المجتمع المدني إلى تسيير قوافل لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة كان أشهرها أسطول الحرية بتاريخ 31/05/2015 حيث تصدت القوات الإسرائيلية للأسطول في عرض البحر بالقوة مما أو قع عددا من القتلى والجرحى في صفوف المتضامنين.
خلال الحصار المشدد نشطت عمليات حفر الأنفاق بين الحدود مع مصر لتأمين شريان حياة حيث وصل عدد الأنفاق التي حفرت إلى أكثر من ألف نفق توفر المواد الغذائية والطاقة وبعض المستلزمات الطبية .
خلال الحصار المشدد شنت إسرائيل على قطاع غزة ثلاثة حروب دامية الرصاص المصبوب (2008-2009)،عمود السحاب(نوفمبر 2012) والجرف الصامد (يوليو 2014) أوقعت آلاف القتلى والجرحى وألحقت دمارا واسعا في البنى التحتية والمساكن والمنازل ملحقة خسائر فادحة بالإقتصاد الفلسطيني كما عمقت مأساة المواطنين تحت الحصار.
بعد الثالث من تموز 2013 قامت السلطات المصرية بتشديد الحصار على قطاع غزة بعد أن شهد معبر رفح انفراجه عقب ثورة 25 يناير 2011 وعاد الحصار إلى نقطة الصفر ولم تستجب السلطات المصرية إلى النداءات الدولية المتكررة لفتح معبر رفح حتى في ظل الحرب الأخيرة فقد اقتصر فتحه خلال الحرب على حالات محدده .
تشير الإحصائيات أن عدد المسافرين المغادرين في النصف الثاني من عام 2013 بلغ 28,819 شخصاً بعدما كان في النصف الأول من نفس العام (خلال فترة الرئيس الأسبق محمد مرسي) 123,459 مسافراً، أي أن التراجع في حركة المعبر بلغ ما نسبته 77 % مقارنة بفترة حكم الرئيس مرسي.
في عام 2014 بلغ عدد أيام فتح المعبر 124 يوماً من أصل 366 يوماً، أي ما نسبته 33.8 % فقط، وبلغت عدد ساعات عمل المعبر بما لا يتجاوز 5 ساعات فيما بلغ عدد المسافرين المغادرين باتجاه مصر52431 مسافرا فقط.
على الرغم من إعادة انتشار قوات الإحتلال في قطاع غزة يبقى القطاع تحت الإحتلال لذا فإن سلطات الإحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن رفاه السكان واحترام حقوقهم المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف ويقع على عاتق السلطات المصرية بموجب اتفاقيات جنيف تقديم كل الدعم اللازم لتخفيف آثار الإحتلال والحصار المفروض ،إلا أن السلطات المصرية تعاونت مع قوات الإحتلال في تشديد الحصار وأغلقت معبر رفح وحرمت سكان القطاع من حق أساسي وهو حرية التنقل والسفر مما يجعلها شريكة في فرض عقوبات جماعية هي في القانون الدولي ترقى إلى مستوى جريمة حرب.