يتجلى الصراع المسلح في السودان بشكل مؤلم عبر حوادث مأساوية؛ تتسبب في خسائر بشرية جسيمة، وتأثيرات كبيرة على المدنيين الأبرياء.
وأعربت منظمة الصحة العالمية، عن شعورها بـ”الرعب” من الهجمات على المدنيين وخاصة المستشفيات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وقالت المنظمة في منشور على منصة إكس: “نشعر بالرعب من الهجمات على المدنيين في الفاشر، بما في ذلك على المستشفيات، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة 168 شخصا (منذ السبت) وحتى الآن”.
وشددت على أنه “يجب على الأطراف المتحاربة أن تحمي المدنيين من مثل هذه الهجمات الغاشمة، واحترام حرمة الرعاية الصحية”.
من جهتها؛ قالت منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء، إن ثلاثة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب نحو 25 آخرين في هجوم جديد على المستشفى السعودي بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتعرض المستشفى السعودي للنساء والتوليد في وقت سابق الإثنين، لقصف بنحو ثماني قذائف صاروخية أطلقتها قوات الدعم السريع، ما أحدث دمارًا هائلًا طال الغرفة الرئيسية ومكتب المدير الطبي، علاوة على تدمير أكثر من خمس سيارات.
وأفاد بيان أصدرته أطباء بلا حدود أن “المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، والذي تدعمه المنظمة وتقدم الدعم الجراحي، تعرض للقصف مرة أخرى، وهي المرة العاشرة التي يتعرض فيها منذ بدء القتال قبل 80 يومًا، حيث أُصيب في الهجوم 25 شخصًا وقُتل ثلاثة آخرون”.
ونوه البيان إلى أن المرفق الصحي تضرر بسبب الضربة الأخيرة، لكنه لا يزال يعمل.
والمستشفى السعودي هو الوحيد المتبقي في الفاشر الذي يتمتع بالقدرة الجراحية وعلاج مصابي الحرب، بعد خروج المستشفى الجنوبي عن الخدمة إثر اقتحامه من قوات الدعم السريع وتدمير أجزاء واسعة منه. ومع ذلك، يعاني المستشفى من نقص في الأسرة والأدوية والمعدات الجراحية.
ومنذ يوم السبت الماضي، تتعرض الفاشر لهجوم عنيف بالصواريخ والمدفعية الثقيلة من قبل قوات الدعم السريع، ما تسبب في مقتل أكثر من 100 شخص خلال ثلاثة أيام، طبقًا لحكومة ولاية شمال دارفور.
يشار إلى أن ملايين السودانيين يعانون صعوبات في تأمين المواد الغذائية وتوافر الخدمات الأساسية والكهرباء والمياه، جراء القتال المستمر منذ 15 أبريل/نيسان 2023 بين جنرالات متناحرين، والذي خلف نحو 15 ألف قتيل، وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد دعت الأطراف المتصارعة في السودان، إلى وقف المعارك الدائرة بصورة فورية، والسعي إلى حل سلمي عبر حوار وطني شامل.
كما دعت المنظمة مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات فورية، والدعوة إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ أرواح الأبرياء المعرضة للخطر.