أوصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا، الأمم المتحدة، بإنشاء آلية ذات ولاية دولية لتوضيح مصير الأشخاص المفقودين والمختفين في سوريا، مؤكدة وجود أكثر من 100 ألف شخص في عداد المفقودين أو المختفين على يد “أطراف النزاع”.
وفي ورقة بعنوان: “المفقودون والمختفون في سوريا: هل من سبيل للتحرك قدما؟”، دعت لجنة التحقيق إلى أن تشتمل الآلية على مبادئ أساسية هي الاستقلالية، وعدم التحيز، والحياد، والإنسانية، والكرامة.
ولفتت إلى ضرورة أن تكون الولاية دولية من أجل ضمان العمل بمصداقية، وللنجاح بتجميع المطالبات التي جمعتها الكيانات الأخرى، مع ضمان وجود مذكرات تفاهم لتقاسم المعلومات مع الكيانات الأخرى، إضافة إلى ضرورة أن تكون لديها سبل الوصول إلى أماكن خارج سورية، حيث يوجد ملايين اللاجئين، وهم أيضا شهود وضحايا.
وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو، إن “هناك الكثير من الأمور التي يمكن القيام بها لدعم الضحايا والناجين في عملية البحث، العائلات انتظرت وقتا طويلا بالفعل”.
وتابع: “هذه القضية تؤثر بشكل خطير على الناس من جميع الأطياف السياسية والجغرافية في سورية، ويجب أن يؤدي التقرير القادم للأمين العام إلى اتخاذ إجراءات ملموسة دون مزيد من التأخير”.
من جهتها؛ قالت عضو اللجنة لين ويلشمان، إن “بحث العائلات عن أحبائها في سورية يُعتبر محفوفا بخطر الاعتقال والابتزاز وسوء المعاملة”.
وأضافت: “في الشهر الماضي، انتظر الآلاف في شوارع دمشق متألمين عبثا على أمل العثور على أحبائهم على قيد الحياة بعد إعلان العفو الحكومي الأخير. وشاهد آخرون مقاطع فيديو مؤلمة لجرائم قتل لمعرفة ما إذا كان أقاربهم قد قُتلوا، وذلك بعد نشر الفيديو الذي يزعم أنه يظهر إعدامات بإجراءات موجزة لمدنيين في حي التضامن في عام 2013”.
واتهمت ويلشمان في الوقت ذاته النظام السوري وأطرافاً أخرى، بتعمد إطالة أمد معاناة مئات الآلاف من خلال حجب المعلومات عن مصير المفقودين أو المختفين، مؤكدة أن ذلك “لا يجب أن يصبح سببا للاستسلام، بل دعوة للتحرك”.
وتستمر في سوريا حرب أهلية منذ 18 مارس/آذار 2011، عندما قام النظام السوري بحملة قمع “شرسة” للاحتجاجات المنددة بانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
وخلال السنوات الماضية، منح النظام السوري الجنسية لعدد كبير من عناصر المجموعات التابعة لإيران، مقابل مشاركتها في الحرب التي يشنها على المعارضة منذ 2011.
ويعيش ملايين النازحين بمخيمات في شمال وشمال غربي سوريا، بعد أن فروا من قصف النظام لقراهم وبلداتهم ومدنهم.