تزامنًا مع العدوان الغاشم الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تسارعت وتيرة الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين في مخيمات الضفة، وازدادت الانتهاكات المروعة المصاحبة لتلك الاعتقالات وتم توثيقها بالصوت والصورة لفلسطينيين معتقلين لدى جنود الاحتلال يتعرضون للتعرية والضرب والسحل والحط من الكرامة بصورة تتجاوز كل الحدود الإنسانية.
وبهذا الشأن، قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن تلك الاعتقالات والانتهاكات المرافقة لها، هي جرائم ضد الإنسانية لابد أن يخضع مرتكبوها للعقوبات الرادعة، ولابد أن تدرك الدول الداعمة للاحتلال أنها شريكة في تلك الجرائم التي لا يمكن أن تكون مبررة تحت أي منطق قانوني أو إنساني، حيث يدرك الاحتلال إفلات قادته التام من العقاب مهما ارتكب من جرائم، كما يدرك أن موقف الدول الداعمة له لن يتغير مهما ارتكب من جرائم كما حصل سابقا ويحصل حاليا في الحرب على غزة التي خلفت أكثر من 9 آلاف قتيلًا ونحو 23 ألف جريحًا.
وذكرت المنظمة أن ما يقوم به الاحتلال هو محاولة للانتقام والعقاب الجماعي للفلسطينيين المدنيين وسعي لإرهاب الشعب الفلسطيني عبر نشر صور ومقاطع مصورة لإذلال الأسرى وإهانتهم بهدف قمع أي تحرك للمطالبة بالحقوق الثابتة للشعب برفض العدوان وجرائم الحرب الإسرائيلية وتدنيس المقدسات والتوسع غير القانوني للاستيطان، وغيرها من الجرائم اليومية.
ولفتت المنظمة إلى أن الاحتلال ينتهز فرصة انشغال الرأي العام العالمي بالعدوان على غزة لشن العديد من حملات الاعتقالات واقتحام السجون والانفراد بالأسرى لا سيما النساء وحرمانهم من كافة حقوقهم في الزيارة أو رؤية المحامين، كما يقوم بالاعتداء على الأسرى بالضرب وبالقنابل المسيلة للدموع، بالإضافة إلى الممارسات السادية الشاذة التي تم تصويرها بالصوت والصورة.
وذكرت المنظمة أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ أكثر من 5250 أسيرا، بينهم 39 أسيرة، و170 طفلًا، و1913 معتقلًا إداريًا.، يعانون من ظروف احتجاز غير آدمية، بينما يعمل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير على جعلها أكثر سوءا ويستهدف من خلالها تصفية الأسرى.
ودعت المنظمة كافة الهيئات الإنسانية والأممية، والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام بتسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين، والعمل على إنقاذهم من هذا الجحيم الذي يتعرضون له في معزل عن أي رقابة أو حماية دولية، وردع الاحتلال الإسرائيلي عن تلك الممارسات الإجرامية.