لا يزال قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة جماعية، أودت بحياة عشرات الآلاف، وترك نحو مليوني فلسطيني في معاناة إنسانية غير مسبوقة.
واليوم السبت؛ واصلت قوات الاحتلال غاراتها الجوية وقصفها المدفعي، مستهدفة مناطق مختلفة من القطاع، ما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين صفوف المدنيين.
ففي مدينة خان يونس جنوب القطاع؛ استهدفت غارة إسرائيلية مركبة تسير على شارع صلاح الدين، ما أدى إلى مقتل خمسة فلسطينيين، بينهم ثلاثة من العاملين في منظمة “المطبخ المركزي العالمي”، التي تقدم مساعدات غذائية لسكان القطاع.
وتسببت الغارة أيضاً بأضرار كبيرة في المركبة والمناطق المحيطة، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.
ويعكس هذا القصف استهداف الاحتلال المتعمد لمرافق الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني، حيث سبق أن تعرض العديد من أفراد المنظمة للاستهداف في هجمات مماثلة.
وفي مدينة غزة؛ قُتل سبعة فلسطينيين في غارة جوية استهدفت منزلاً لعائلة كحيل في حي الرمال غربي المدينة، فيما تواصل فرق الإنقاذ جهودها لانتشال ستة مفقودين آخرين من تحت الأنقاض.
وفي مناطق متعددة شمال القطاع، تعرضت بيت لاهيا ومخيم جباليا لقصف مكثف بالطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة، ما تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية، ونسف العديد من المباني السكنية، إضافة إلى نزوح آلاف العائلات.
ولم يكن جنوب القطاع بمنأى عن العدوان، حيث أسفر القصف المدفعي على منطقة السطر الشرقي في خان يونس عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.
كما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي التجمعات السكنية، ومرافق عامة في النصيرات والمغازي وشرق دير البلح، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، وترك السكان في حالة من الخوف والعجز.
معاناة إنسانية لا تُحتمل
ومع استمرار حرب الإبادة؛ تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بصورة مروعة.
فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي؛ ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بأكثر من 1000%، ما جعل الحصول على الغذاء شبه مستحيل بالنسبة لمعظم العائلات.
ويعاني السكان أيضاً من نقص حاد في غاز الطهي، ما أجبر الكثيرين على استخدام النفايات كوقود، مما يعرضهم لأمراض تنفسية خطيرة.
من جانبها؛ أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الحرب في شمال القطاع أدت إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص، بينما يعيش حوالي 545 ألفاً في مبانٍ متضررة أو ملاجئ مؤقتة.
وتحدثت تقارير عن معاناة آلاف الأسر من الأمطار الغزيرة التي أغرقت ملاجئهم، مما أجبرهم على النزوح مجدداً، وسط نقص شديد في المواد الأساسية مثل الأغطية والملابس الشتوية.
وتشير تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن الوضع الصحي في القطاع على وشك الانهيار الكامل، مع محدودية خدمات الرعاية الصحية وانقطاع الكهرباء والنقص الحاد في الأدوية والإمدادات الطبية. آلاف المرضى والمصابين، بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل، يواجهون خطر الموت بسبب غياب الرعاية الطبية.
ضحايا حرب الإبادة
ومنذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين 44,363 شخصاً، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 105,070 جريحاً.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بوجود ما يزيد على 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، مما يرفع احتمالية زيادة عدد الضحايا.
وفي ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، تتزايد المطالب الدولية بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. ومع ذلك، يستمر الاحتلال في تجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية الداعية لوقف العدوان، وتحسين الأوضاع الإنسانية.
ويستدعي تواصل حرب الإبادة على قطاع غزة وارتفاع أعداد الضحايا يوماً بعد يوم، تحركاً عاجلاً وجاداً من المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه ورفع الحصار فوراً.