حتى الآن ولمدة 14 يومًا متتالية، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاره المسلح على مدينة أريحا الواقعة في الجزء الشرقي من الضفة الغربية، مما أحدث حالة من القلق لدى المدنيين، وتسبب في تعطيل العديد من الأنشطة اليومية.
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على مداخل ومخارج مدينة أريحا ومخيميها بحواجز عسكرية، حيث يتعمد الجنود تأخير المواطنين وتفتيش مركباتهم والتدقيق ببطاقاتهم الشخصية، ما يتسبب بإعاقة حركتهم.
وتقيم قوات الاحتلال حواجز عسكرية على المدخلين الشماليين لأريحا “هيئة التدريب” و”المعرجات”، والمدخل الجنوبي للمدينة قرب مخيم عقبة جبر، والمدخل الشرقي المعروف بالبوابة الصفراء قرب معبر الكرامة.
وأدت انتهاكات الاحتلال في أريحا منذ بداية العام الجاري، وفق آخر الإحصائيات لمحافظة أريحا والأغوار، إلى مقتل تسعة مواطنين، وإصابة 45 آخرين، إضافة إلى 137 معتقلا، وهدم 12 منزلا، وتوجيه إخطارات بهدم 55 منزلا ومنشأة، فيما لا زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 6 قتلى من المحافظة.
وبلغت قيمة خسائر مدينة أريحا في القطاع السياحي والقطاعات المرتبطة به منذ شهر شباط الماضي ولغاية شهر نيسان المنصرم 221 مليون شيكل (الشيكل يساوي 0.27 دولار أمريكي)، وخسائر المدينة في القطاع ذاته خلال فترة الأعياد 121.4 مليون شيكل.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهجت مؤخرا سياسة إغلاق الحواجز، وتشديد إجراءاتها العسكرية على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية كعقاب جماعي.
وتعد هذه العملية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على مدينة أريحا في الضفة الغربية، انتهاكًا واضحًا لحقوق المدنيين والقوانين الدولية الإنسانية، حيث إن تعريض المدنيين لحصار مسلح يعد تهديدًا مباشرًا لسلامتهم وحرياتهم الأساسية، كما أن هذه العملية تتسبب في تعطيل الحياة اليومية للمدنيين ومضاعفة الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها بسبب الاحتلال.
وتوجب تلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على المجتمع الدولي التحرك من أجل وقفها، وضمان سلامة الفلسطينيين؛ لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.