أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بأشد العبارات المطالبات الإسرائيلية بمد العزل الانفرادي للأسير الفلسطيني البارز-الشيخ رائد صلاح لستة أشهر إضافية في خطوة لا يفهم منها إلا أن سلطات الاحتلال تسعى وبكل أدواتها للتنكيل بالشيخ والنيل منه ومن إرادته وإرهاب كل الرموز الفلسطينية الرافضة للاحتلال.
وبحسب مصادر خاصة للمنظمة، فإن طلب مد العزل الذي تقدمت به مصلحة السجون الإسرائيلية مطلع الأسبوع الجاري جاء بتعليمات من أعلى مستوى في حكومة الاحتلال الهدف منها إلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالشيخ رائد صلاح عبر إجراءات تنكيلية قد تطال حياته.
ولفتت المنظمة أن الحبس الانفرادي هو عقوبة في حد ذاته لا يجب أن يستخدم إلا في أضيق الحالات وبصورة مؤقتة، واستخدامه بحق الشيخ رائد صلاح هو عمل انتقامي غير مقبول.
حبس الفكرة
وأكدت المنظمة أن الاستناد إلى قوة تأثير الشيخ كسبب لإقناع المحكمة بقبول طلب مد العزل الانفرادي هو مستوى جديد من القمع، حيث بلغ الاستبداد بقوات الاحتلال أن تحبس الأفكار عن الخروج من الرأس، وكأن اعتقاله وتقييد حريته والتنكيل به وإضعافه لم يكن كافياً للاحتلال الإسرائيلي على مدار العقود الماضية.
ويقضي الشيخ رائد صلاح عقوبة بالسجن لمدة 28 شهراً بعد الحكم عليه في فبراير/شباط الماضي من قبل محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة حيفا لاتهامه فيما يُعرف بـ “ملف الثوابت”، ولأن الشيخ كان قد قضى بالفعل 11 شهراً في الحبس الاحتياطي قبل أن يتم الإفراج عنه إلى السجن المنزلي، ليتم بعدها إعادة اعتقاله في أغسطس/آب الماضي ومنذ ذلك الحين وهو في العزل الانفرادي سواء في سجن الجلمة أو سجن “أوهلي كيدار” في النقب الذي نُقل إليه يوم الاثنين.
مناصر للإنسانية
واستنكرت المنظمة بشدة الممارسات الإسرائيلية بحق الشيخ رائد صلاح وإمعانها في التنكيل به مؤكدة أن ما يتعرض له يتنافى مع الحقوق الأساسية المكفولة للأسرى في القوانين الدولية، وعلى رأسها الاحتجاز في ظروف ملائمة والسماح له بالتواصل بصفة منتظمة مع عائلته، وهو ما تحرمه منه السلطات الإسرائيلية.
وأكدت المنظمة أن الشيخ رائد صلاح لم يرتكب أي جريمة يعاقب عليها القانون، فهو مدافع عن المسجد الأقصى وكشف العديد من المشاريع التي تستهدفه لبناء ما يسمى الهيكل وبسبب ذلك تعرض للإيذاء الجسدي والنفسي وخططت إسرائيل في مناسبات عدة لاغتياله.
وأضافت المنظمة أن أفكار الشيخ رائد صلاح جميعها تتمحور حول الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص، كما أنه داعم للقضايا الإنسانية ومناصر للضحايا حول العالم الذي لم ينساهم بالرغم من محنته داخل سجون الاحتلال.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته والهيئات الأممية ذات الصلة بالتدخل لوقف ما يتعرض له الشيخ رائد صلاح من ممارسات انتقامية، وبصورة عاجلة ضمان حصوله على كافة حقوقه.