قال خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، إن اغتيال مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية في فلسطين المحتلة، شيرين أبو عاقلة “التي كانت تؤدي بشكل واضح مهامها كصحافية، قد يشكل جريمة حرب”.
جاء ذلك في بيان مشترك وقّعه كل من المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي، موريس تيدبال بينز، والمقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة وأسبابه ونتائجه، ريم السالم، والمقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، إيرين خان.
وندد الخبراء باغتيال أبو عاقلة، ودعوا إلى إجراء “تحقيق سريع وشفاف وشامل ومستقل في وفاتها”.
وقال إن اغتيال أبو عاقلة يأتي في إطار استمرار ارتفاع معدل الاعتداءات على الإعلاميين، وخاصة الصحافيين الفلسطينيين، مذكّرين بمقتل أكثر من 40 صحافياً فلسطينياً منذ عام 2000، وجرح المئات أو استُهدفوا بأعمال العنف.
وتابعوا: “كذلك تتعرض الصحافيات الفلسطينيات للعنف بشكل منتظم في سياق عملهن فقط، لكونهن صحافيات، بحسب الخبراء أنفسهم”.
وأكدوا “مقتل أبو عاقلة هجوم خطير آخر على حرية الإعلام وحرية التعبير، وسط تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة”.
وشددوا على أن “استهداف الصحافيين العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفشل السلطات الإسرائيلية في التحقيق بشكل مناسب في مقتل الإعلاميين، ينتهكان أيضاً الحق في الحياة، وسبل الإنصاف الفعالة”.
ولفت البيان إلى أن الاتحاد الدولي للصحافيين قدم مذكرة رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن الاستهداف الممنهج للصحافيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبين بأن يكون مقتل أبو عاقلة “جزءاً من التحقيق الجاري”.
وحذر البيان من أن “انعدام المساءلة يعطي تفويضاً مطلقاً لمواصلة سلسلة عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء. سلامة الصحافيين ضرورية لضمان حرية التعبير وحرية الإعلام”.
وطالب الخبراء بتفكيك الاحتلال الإسرائيلي، مبينين أن “الوضع غير المستدام متأصل في سياق الاحتلال العسكري الذي طال أمده، والذي يستخدم فيه العنف والقمع لإدامة نظام القهر الفلسطيني”.
وأضافوا: “هذا واقع سياسي يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة على أساس المساءلة والامتثال العام للقانون الدولي. يجب أن يبدأ ذلك بتفكيك الاحتلال، بما في ذلك حصار غزة والمستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية”.
والأربعاء الفائت؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، إثر إصابتها برصاصة أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها اقتحام حي الجابريات، القريب من مخيم جنين (شمال الضفة).
وفي الاعتداء الإسرائيلي ذاته؛ أصيب الصحفي علي سمودي برصاص جيش الاحتلال في ظهره، ووصفت إصابته بالمستقرة.
يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وطيلة ربع قرن كانت في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.