مخيمات النازحين في إدلب السورية
قلق كبير يجتاح النازحين السوريين القاطنين في مخيمات إدلب شمالي سوريا، يتمثل في ارتفاع منسوب مياه نهر “العاصي”، حيث تنتابهم مخاوف من أن تغمر مياه النهر الخيام التي تأويهم.
وهذا العام؛ شهد نهر العاصي الذي ينبع من لبنان ويصل مرورا بسوريا إلى ولاية هطاي جنوبي تركيا ليصب في البحر الأبيض المتوسط بعد أن يقطع مسافة قدرها 571 كلم، ارتفاعا كبيرا في منسوب المياه بسبب الأمطار الغزيرة، ليصبح النهر الذي شكل مصدر حياة على مدار آلاف السنين الماضية في المناطق التي يمر بها؛ مصدر تهديد بالنسبة للنازحين الذي نصبوا خيامهم على ضفته بعد أن ضاقت بهم السبل والمساحات.
ورغم وجود سد “قرقور” الذي يتحكم بمياه النهر، إلا أن ارتفاع منسوب مياهه جعل من فتح السد أو إغلاقه تهديدا للسكان والأراضي الزراعية المحيطة به، ما دفع فرق الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” في إدلب، إلى إطلاق حملة توعية للنازحين على ضفاف النهر، كما جهزت فرقة للغطس للحالات الطارئة.
وقال دريد حاج حمود، الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني بمدينة جسر الشغور غربي إدلب، في تصريحات إعلامية، إن عدم فتح السد سيتسبب في غمر الأراضي الزراعية لـ 2500 إلى ثلاثة آلاف مواطن، مضيفا أنه “في حال فتحه فإن مخيمات شيخ عيسى للنازحين الواقعة بين مدينة جسر الشغور والسد سوف تغمرها المياه”.
وأفاد بأن فرق الدفاع المدني تقوم بتنبيه الأهالي حول الموضوع، وتطالبهم بالابتعاد عن النهر في حال فتح السد، مشيرا لإكمال فرق الدفاع المدني استعداداتها لأي طارئ.
من جانبه؛ قال جلال عيسى، المسؤول عن مخيم “شيخ عيسى”، إن المخيم يضم 86 عائلة نزحوا إليه من مختلف مناطق سوريا.
ولفت إلى أن كثيراً من الخيام في المخيم غمرتها المياه هذا العام نتيجة المطر الغزير، مطالباً بمد يد المساعدة إلى المخيم وتأمين الاحتياجات الأساسية لسكانه من غذاء ومواد تنظيف وخيام مقاومة للمطر.
ومنذ أسابيع؛ يعاني النازحون القاطنون في مخيمات الداخل السوري من تبعات العواصف الماطرة التي تسببت بتجدد مأساة النزوح، وإجبارهم على الانتقال من مخيم إلى آخر بحثا عن المأوى الآمن، لتزيد معاناتهم في بلد تمزقه الحرب منذ 10 سنوات.
وتعاني المخيمات المذكورة من انعدام البنية التحتية، فضلا عن تحولها لبرك من الوحل خلال فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار للخيم بعد تعرض أقمشتها للاهتراء بسبب حرارة الصيف.
وأطلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان حملة #مخيمات_الطين للتضامن مع النازحين السوريين الذين يسحقهم البرد والجوع والمرض، ودعوة صناع القرار في العالم إلى إنهاء المأساة التي صنعتها أيديهم، والتحرك بشكل عاجل واتخاذ ما يلزم من إجراءات عملية، لتوفير كل ما يلزم من خيام ووقود وغذاء وأدوية لإغاثة المنكوبين، قبل أن يفترسهم الموت.
وكانت المنظمة قد أكدت في بيان صدر مؤخرا، أن كلاً من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحكومات الدول العربية والإسلامية، مسؤولة عن مأساة اللاجئين السوريين، حيث إنها تركت الشعب السوري فريسة لنظام دموي مدعوم من إيران وروسيا، ولم تفعل شيئا لوقف حمام الدم ونزيف اللجوء، وتركت اللاجئين يعانون كما نشاهد اليوم.