ضمن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، قتل منذ فجر اليوم السبت 32 فلسطينياً، بينهم طفل رضيع.
ووفقاً للمصادر الطبية الفلسطينية؛ فقد قامت الطواقم الطبية والمواطنون انتشال جثث 10 قتلى من تحت أنقاض منزل عائلة “الغطاس” في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي تعرض لقصف إسرائيلي في ساعات الفجر.
كما أسفرت غارات أخرى عن مقتل فلسطينيين اثنين في قصف استهدف حي الدرج بمدينة غزة. وفي وقت لاحق، قُتل فلسطينيان آخران برصاص أطلقته مسيرة “كواد كابتر” في منطقتين مختلفتين من القطاع، فيما توفي شاب آخر متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل أيام إثر قصف مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج.
كما استهدفت غارات الاحتلال الجوية صباح السبت منزل عائلة البيرم في خان يونس، ما أسفر عن مقتل 11 فلسطينياً آخرين.
وقُتل طفل رضيع أيضاً جراء قصف استهدف خيمة في منطقة أصداء غرب خان يونس، في حين أسفرت غارتان جويتان عن مقتل فلسطينيين آخرين في خيمتين تأويان نازحين في خان يونس.
ويُصنف ما يحدث في قطاع غزة قانونياً على أنه إبادة جماعية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 التي اعتمدتها الأمم المتحدة، والتي تعرّف الإبادة الجماعية على أنها “أعمال ارتكبت بقصد تدمير، كلياً أو جزئياً، جماعة قومية أو عرقية أو دينية معينة”. وقد تشمل هذه الأعمال القتل، والإيذاء الجسدي أو العقلي الجسيم، والحرمان المتعمد من الظروف المعيشية التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالجماعة المستهدفة.
وتُعد هذه الحرب الهمجية على غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التي تحظر استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة. ووفقاً للمادة 51 من البروتوكول الإضافي الأول، فإن “الهجمات يجب أن تكون موجهة ضد الأهداف العسكرية فقط، ولا يجوز أن تكون الهجمات على المدنيين أو المنشآت المدنية”.
لكن؛ في ظل الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال، لم تُتخذ إجراءات فاعلة لوقف هذه الانتهاكات الممنهجة. ولا يزال المجتمع الدولي في حالة تواطؤ ضمني، حيث يُنتقد بشكل متزايد عجزه عن اتخاذ خطوات ملموسة لمحاسبة الاحتلال على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها.
وأدت حرب الإبادة المتواصلة إلى إلى مقتل أكثر من 170 ألف فلسطيني، وأكثر من 170 ألف مصاب، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
ويُظهر الوضع في غزة تصاعداً مستمراً في معاناة المدنيين الفلسطينيين، حيث يتم تدمير البنية التحتية للمناطق السكنية والإنسانية في القطاع بشكل منهجي، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
إن ما يحدث في غزة يُعد إبادة جماعية تزداد وحشيتها يوماً بعد يوم، وما من شك في أن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب، وإجباره على احترام حقوق الإنسان الفلسطيني.