سنوات الحرب في سوريا واليمن
بينما تحتفل البشرية هذه الأيام باليوم العالمي للمرأة؛ تعيش نساء سوريا واليمن منذ سنوات مأساة الحرب والانتهاكات التي لا تفرق نارها بين مدني وعسكري.
ففي سوريا؛ وثقت هيئات حقوقية في تقرير لها، مقتل ما لا يقل عن 16 ألفاً و104 نساء منذ مارس/آذار 2011، معظمهن لقين حتفهن على يد نظام الرئيس بشار الأسد.
وتشهد سوريا منذ 10 سنوات حربا أهلية بدأت إثر تعامل نظام الرئيس بشار الأسد بقوة مع احتجاجات شعبية، ما دفع ملايين الأشخاص للنزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.
وبيّن التقرير أن النظام السوري مسؤول عن مقتل 11 ألفاً و923 امرأة، بينما قتلت القوات الروسية 969 امرأة، وقتلت قوات التحالف الدولي 658 امرأة، والبقية على يد جهات أخرى.
وأكد أن ما لا يقل عن 9264 سيدة لا يزلنَ قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ مارس/آذار 2011، لافتاً إلى أن 8029 منهن لدى قوات النظام السوري.
وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن 92 سيدة قتلن بسبب التَّعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في المدة ذاتها، 74 منهن على يد قوات النظام السوري.
ولفت إلى وقوع ما لا يقل عن 11 ألفا و523 حادثة عنف جنسي، ارتكب النظام السوري 8013 منها، بينها 879 حصلت داخل مراكز الاحتجاز.
أما في اليمن؛ فتشير تقارير حقوقية إلى أنه منذ انطلاق الحرب في 2015، قتلت 528 امرأة يمنية، وأصيبت 805 أخريات.
وتشهد اليمن حربا منذ أكثر من نحو سبع سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ورصدت التقارير أكثر من 4 آلاف حالة انتهاك تعرضت لها المرأة اليمنية منذ بدء الحرب عام 2015 حتى نهاية 2020، ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأضافت أن “هذه الانتهاكات شملت القتل، والإصابات الجسدية، والاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، ومنع التنقل، إضافة إلى نزوح أكثر من 900 ألف امرأة في مخيمات مأرب (ِشرق) لوحدها”.
وأشارت التقارير إلى أن “جماعة الحوثي جاءت في مقدمة الأطراف المنتهكة لحقوق المرأة بنسبة 70 بالمئة، تليها القوات الموالية للحكومة بنسبة 18 بالمئة، ثم المجلس الانتقالي (المدعوم إماراتيا) بنسبة 5 بالمئة، وجهات أخرى (لم يسمها) 7 بالمئة”.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مراراً بوقف الحرب الدائرة في كل من سوريا واليمن، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على التحالف العسكري السوري والروسي، وأطراف النزاع في اليمن، لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء، وأسفرت عن أكبر موجة لجوء يشهدها العالم.