شهدت الأيام القليلة الماضية نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني في جنوب غربي قطاع غزة، وفق تصريحات لمفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني.
وقال المفوض الأممي عبر منصة “إكس” إن “النزوح الجماعي للشعب الفلسطيني لا يزال مستمرا بلا نهاية”، مضيفاً أنه “على مدى عقود من الزمان، شهد المدنيون الفلسطينيون حروبا وصراعات لمرات عديدة جدا”.
وأفاد لازاريني بأنه “في الأيام القليلة الماضية فقط، نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب غزة، وأصدرت السلطات الإسرائيلية، الليلة الماضية، أوامر إضافية لإجبار المزيد من الناس على النزوح مرات أخرى”.
وأوضح مفوض الأونروا أن بعض النازحين “قادرون فقط على حمل أطفالهم معهم، وبعضهم يحملون حياتهم كلها في حقيبة صغيرة واحدة”.
وفجر الأحد، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان والنازحين في حي “الجلاء” بمدينة “حمد” شمال مدينة خان يونس (جنوب القطاع) بإخلائها على الفور، تمهيداً لعملية عسكرية في المنطقة.
وجدد جيش الاحتلال مطالبة سكان أحياء جديدة في مركز مدينة خان يونس بإخلائها قسرا؛ تمهيدًا لشن عدوان جديد على المنطقة.
وقال مفوض الأونروا إن النازحين الجدد “ذاهبون إلى ملاجئ مكتظة بالعائلات”، دون تحديد مكان معين، مشيرا إلى أن النازحين في غزة “فقدوا كل شيء ويحتاجون إلى كل شيء”.
وأضاف أنه “على عكس الحروب الأخرى؛ فإن سكان غزة محاصرون، وليس لديهم مكان يذهبون إليه”.
وهذه المرة الثالثة خلال نحو أسبوع التي يوسع فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي من أوامر الإخلاء في مدينة خان يونس التي أعلن، الجمعة، بدء “عملية عسكرية هجومية” فيها.
وسبق أن نفذ جيش الاحتلال منذ بدء الحرب، عدة هجمات مدمرة على مدينة خان يونس، منها مناطق زعم سابقا أنها “آمنة” بالمدينة، ما خلف مئات القتلى والجرحى ودمارا واسعا.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كارثي، جراء القصف المتواصل والحصار المشدد الذي يمنع وصول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء وأدوية وكهرباء.
إن المجتمع الدولي ملزم بالتحرك الفوري والحازم لوقف الإبادة الجماعية، وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع لقرارات محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، ويجب على الدول والمؤسسات الدولية اتخاذ خطوات جادة لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى قطاع غزة، وتنفيذ القرارات الدولية التي تطالب بإنهاء الحصار والعدوان، ووضع حد لهذه الجرائم المروعة.