كشفت رسالة تداولها نشطاء حقوقيون، عن لجوء معتقلي رأي في سجن العقرب سيئ السمعة، جنوبي القاهرة، إلى الإضراب عن الطعام، وإشعال النيران في زنازينهم، احتجاجا على تعرضهم لتنكيل مستمر من قبل سلطات السجن.
وقال معتقلون في سجن العقرب المشدد، عبر رسالة مسربة: “لقد بدأنا إضراباً عن الطعام منذ أسبوعين، لعل صوتنا يصل إلى المسؤولين ليرفعوا عنا ما نحن فيه من عزل وحرمان من الأهل ومن حقوقنا الطبيعية، فلم يستجب ولم يسمع لنا أحد، بل كانت دائماً رسائلهم لنا (اقتلوا أنفسكم.. نحن لا يهمنا الإضرابات)”.
وأضاف معتقلو الرأي: “لقد ضاقت بنا الدنيا حتى أشعلنا النار في زنازيننا يوم الجمعة قبل الماضي يوم 13/08/2021 وأمسكت النار في أجسادنا، وأصابت 12 منا بحروق.. فعلنا ذلك ليرتاح المسؤولون عنا”.
وتابعت الرسالة: “مع ذلك؛ قابلت إدارة السجن هذا الأمر بالبطش والتنكيل والتجريد من الملابس والإهانة والضرب والعزل، وتحول مبنى H1 w3 إلى مقر للدفاع المدني وقوات فض الشغب، الذين هددونا بكل شيء، حتى اعتقال الأهل وعاد الصمت إلى أرض الخراب (العقرب)”.
وختمت المعتقلون رسالتهم بالقول: “أغيثونا يا أحرار العالم واحمونا يا أيها المسؤولون إذا كنتم تخافون من المسؤولية أمام الله”.
وقالت مصادر حقوقية مطلعة إن عدد معتقلي سجن العقرب المضربين عن الطعام ارتفع إلى نحو 130 معتقلا.
وتحتجز السلطات المصرية في سجن العقرب، الكائن بمنطقة طرة، جنوبي القاهرة، عددا كبيرا من أبرز المعارضين للرئيس “عبدالفتاح السيسي”، وسط ظروف بالغة السوء، وفقا لتقارير حقوقية متعددة كشفت النقاب عن عمليات تنكيل واسعة تدور داخله بحق هؤلاء المعتقلين.
ويعاني معتقلو الرأي من الإهمال الطبي في مقار الاحتجاز المصرية التي تفتقر إلى المعايير الفنية الدولية لمقار الاحتجاز الصالحة للبشر، وفق بيان للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، والتي لفتت إلى تكدس كبير داخل الزنازين التي يعاني المحتجزون فيها من سوء التغذية، وقلة النظافة وانتشار الحشرات والتلوث، مع انعدام التهوية والإضاءة.
وحذرت المنظمة مراراً من تعامل السلطات المصرية بـ”لامبالاة” مع أرواح المعتقلين الذين تفرض القوانين والمعاهدات الدولية على الحكومة مسؤولية علاجهم خاصة في أوقات الأوبئة.
ومنذ تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد؛ تشن السلطات المصرية حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين والمنتقدين، إذ ألقت القبض على الآلاف في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، أدين العديد منهم وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.