انتهاكات داخل سجن جمصة
شهد سجن جمصة بمحافظة الدقهلية مؤخرا، تزايدا في الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها إدارة السجن بحق معتقلي الرأي.
واعتدى رئيس مباحث سجن جمصة المصري شديد الحراسة، وائل الشارود، على عدد من محكومي الإعدام السياسيين بالضرب والسب، بمعاونة مخبرين؛ هما محمود شركس ومحمد صبحي.
وتنامت الانتهاكات خلال الأسبوعين الأخيرين، وشملت معتقلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، والعديد من السجناء في أكثر من عنبر، كعنبر6، وعنبر دواعي الإعدام.
وأصيب عدد من المعتقلين جراء الاعتداء عليهم، كان أسوأهم حالاً المعتقل عبدالستار سمير البهنسي، كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وخصوصا أن الاعتداءات بحقه استمرت لحوالي خمسة أيام على التوالي، وأدت إلى إصابته بغرغرينا في يديه، ما دفع إدارة السجن لنقله إلى المستشفى التابعة له.
وبحسب مصادر مطلعة؛ فإن إدارة السجن رفضت علاج المصابين، أو عمل تقارير طبية حول حالتهم، فيما تدهورت الحالة الصحية للمعتقل عبدالناصر مسعود (61 عاما) بشكل لافت، مع تعرضه لإهمال متعمد من قبل السلطات.
ويعاني مسعود المعتقل منذ خمس سنوات على ذمة قضية ملفقة حكم فيها بالسجن لمدة 15 عاما، من ضمور بخلايا المخ، وفقدان متكرر للوعي بصورة شبه يومية، بالإضافة إلى احتياجه لتركيب دعامات في القلب، ومعاناته من ارتفاع في ضغط الدم.
وكان عدد من المحكومين والمعتقلين بسجن جمصة قد بدؤوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام في 7 فبراير/شباط 2021، احتجاجا على سوء المعاملة، والإهانة البدنية واللفظية التي توجهها لهم إدارة السجن، وحلق رؤوس من اعترض منهم، وإدخالهم التأديب.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد أكدت في بيان لها مطلع العام الحالي، أن مقار الاحتجاز المصرية تفتقر إلى المعايير الفنية الدولية لمقار الاحتجاز الصالحة للبشر، لافتة إلى تزايد عدد المعتقلين بصورة مفزعة تسبب في تكدس كبير داخل الزنازين التي يعاني المحتجزون فيها من سوء التغذية، وقلة النظافة وانتشار الحشرات والتلوث، مع انعدام التهوية والإضاءة.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي والهيئات الأممية ذات الصلة إلى إيلاء ملف المعتقلين المصريين أولوية قصوى، والتدخل لإنقاذ حياتهم، محذرة من أن استمرار أوضاع الاحتجاز الحالية سيؤدي إلى كارثة حقيقية داخل السجون قد تعصف بحياة عدد كذبير من المعتقلين، الذين يلقون حتفهم بالفعل بصورة متصاعدة نتيجة عوامل عديدة أبرزها الإهمال الطبي.
وطالبت المنظمة مراراً صناع القرار في العالم، بالعمل على إيجاد حل يحمي المعارضين المصريين، مؤكدة أن السلطات المصرية تتعامل معهم كرهائن للضغط على ذويهم لإرغامهم على التوقف عن انتقاد النظام.