يموت سكان قطاع غزة من الجوع، بسبب القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، وفق مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين.
وقال راين في مؤتمر صحافي، إن “هناك سكان يموتون من الجوع ويتم دفعهم إلى حافة الهاوية، وهم ليسوا أطرافاً في هذا النزاع (…) ويجب حمايتهم كما يجب حماية مرافقهم الصحية”.
وأضاف أن “الشعب الفلسطيني في غزة في قلب كارثة هائلة”، مشيراً إلى أن الوضع قد يزداد سوءاً.
ولفت إلى أن الوصول إلى التغذية السليمة أصبح قضية رئيسية في قطاع غزة، خصوصاً مع الانخفاض الحاد في عدد السعرات الحرارية ونوعية الأغذية التي يتناولها الغزيون.
وذكّر بأنه ليس من المفترض أن يعيش السكان إلى أجل غير مسمى على المساعدات الغذائية، موضحا بالقول: “من المفترض أن تكون هذه المساعدات عبارة عن مساعدات غذائية طارئة لدعم السكان”.
وتابع أن مزيج “نقص التغذية مع الاكتظاظ والتعرض للبرد بسبب نقص المأوى؛ يمكن أن يخلق ظروفاً ملائمة لانتشار الأوبئة على نطاق واسع”، خصوصاً بين الأطفال “وقد بدأنا نراها”.
من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس إن “أكثر من 100 ألف من سكان غزة إما قتلوا أو أصيبوا أو فُقدوا ويفترض أنهم ماتوا”.
وأضاف أن “خطر المجاعة مرتفع ويتزايد كل يوم مع استمرار الأعمال العدائية، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية”.
ولفت تيدروس إلى أن مستشفى ناصر الطبي في خان يونس يعمل بسيارة إسعاف واحدة فقط حالياً، فيما يتم جلب المرضى على عربات تجرّها حمير.
من جهتها؛ وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” الأوضاع المعيشية بقطاع غزة وتحديدا بمحافظتي غزة والشمال بـ”الكارثية جدا” بسبب الحرب الإسرائيلية، وفي ظل “عدم توفر المواد الغذائية الأساسية”.
وقالت إيناس حمدان، القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بـ”أونروا” في غزة، في تصريحات إعلامية، إن “الأوضاع المعيشية في قطاع غزة ككل وبالأخص في محافظتي غزة والشمال كارثية جداً”.
وأضافت: “أقل ما يمكن أن يقال هو أن الوضع مأساوي للغاية، فالمواد الغذائية الأساسية مثل الطحين والأرز غير متوفرة، والسكان هناك بالفعل لا يجدون ما يكفي لسد جوعهم”.
وأوضحت حمدان أن نقص الأغذية في القطاع ومحافظتي غزة والشمال يفاقم من “الوضع المأساوي هناك ويؤدي إلى مزيد من المشاكل الصحية في ظل انعدام ظروف حياتية ملائمة”.
وبيّنت أن عملية إرسال المساعدات الإنسانية لمحافظة غزة أصبحت من “المهام الصعبة للغاية والأكثر تعقيدا بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة”.
وتابعت حمدان أن “مناطق عديدة في محافظتي غزة والشمال يتعذر إيصال المساعدات الإغاثية إليها بفعل القيود”.
ولفتت إلى وجود حاجة ملحة لـ”إرسال مزيد من المساعدات الغذائية والإغاثية مثل البطانيات خصوصا في هذه الأجواء الباردة جدا، فضلا عن إرسال الدواء للمحافظتين”.
ولفتت حمدان إلى أن قافلتين كانت “أونروا” قد أرسلتهما مؤخرا (لم توضح الموعد بالتحديد) إلى شمال قطاع غزة، تعرضتا لـ”إطلاق نار أثناء عودتهما إلى الجنوب”.
وقالت عن ذلك: “هذا أمر غير مقبول حيث يجب حماية الطواقم الإنسانية التي تعمل في مجال إيصال المساعدات للنازحين، كما يجب تسهيل وصول كافة المساعدات الإنسانية وبكميات مناسبة”.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في بيان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي “ارتكبت مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر حصولها على مساعدات قرب مفترق دوار الكويت جنوبي مدينة غزة، راح ضحيتها 20 مواطنا و150 إصابة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال تجمعات لمواطنين ينتظرون مساعدات إنسانية وإغاثية شحيحة نادرا ما تصل لمحافظة غزة وشمال القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.