أكدت الصحفيتان، الفلسطينية مرام سالم، والأردنية فرح مرقة، أنهما أبلغتا بقرار فصلهما من شبكة “دويتشه فيله” الإعلامية الألمانية، وذلك بعد شهرين من اتهامها بـ”معاداة السامية وإسرائيل”.
وقالت الصحفية مرام سالم عبر منشور لها على موقع “فيسبوك”: “تم إعلامي بقرار الفصل عقب نشر صحفي ألماني تقريراً يتهمني وزملاء آخرين بمعاداة السامية وإسرائيل، وذلك بسبب منشورات لنا في موقع فيسبوك”.
وتساءلت: “هل يُعقل أن تقوم وسيلة إعلام تنادي بالحريات، بفصل موظفة لديها لأنها انتقدت حرية التعبير في أوروبا؟”.
وأشارت مرام إلى أن “إجراءات التحقيق لم تكن حيادية، إذ تم تعيين إسرائيلي في لجنة التحقيق الخارجية، والأسئلة بمجملها كانت عنصرية، ما جعلني في مرمى الاتهام لمجرد كوني فلسطينية”.
واعتبرت أن التحقيق معها جاء دون مراعاة للخصوصية التاريخية، ولا لطبيعة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، و”جعلت دويتشه فيله من نفسها محددة لمعايير هذا الصراع، ومن هو الطرف المحق والآخر المبطل، رغم فشل الجسم الدولي والعربي في حل الأزمة بين الطرفين لأكثر من 70 عاما”.
وأضافت الصحفية مرام: “طُرح عليّ سؤال فوجئت به حقاً، إذ لا يتم طرحه عادة إلا من جسم أمني يعمل لدولة قمعية، وهو (كيف تكتبين أنه لا يوجد حريات وأنتِ تعملين لدى دويتشه فيله؟)، والذي يشبه سؤال رجال المخابرات (كيف تجرؤ أن تتحدث عن انعدام الحريات في البلاد؟)”.
وقالت: “لقد قدمت إلى ألمانيا من أجل الحفاظ على حريتي التي كانت دائماً سلاحي الأقوى، فقد واجهت محاولات قمع وتهديد في بلادي، وكنت أظن أن العمل لدى وسيلة إعلام دولية لطالما تغنت بالحريات سيكون مختلفاً، ولكنها أثبتت لي أن الإعلام ليس حراً حقاً، وأن الصحفي سيُحاكم علناً لمجرد قوله إنه لا يوجد حرية تعبير”.
من جهتها؛ أعلنت الصحافية الأردنية فرح مرقة، عبر حسابها في موقع “تويتر” أنها أبلغت بفصلها من عملها في الشبكة من دون إيضاح الأسباب، أو تسليمها نتائج التحقيق.
وكانت “دويتشه فيله” قد أعلنت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إيقاف أربعة موظفين ومتعاون من الخارج، خلال تحقيق في مزاعم بأنهم عبروا عن آراء معادية للاحتلال الإسرائيلي وللسامية.
وقالت الشبكة الألمانية الدولية، في بيان، إنها أطلقت “تحقيقاً مستقلاً” في اتهامات تضمنها مقال صحيفة ألمانية بحق موظفات وموظفين في القسم العربي، بالإضافة إلى موظفين أحرار تابعين لها خارج ألمانيا.