كشفت الصحفية المفرج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي، زينة الحلواني، عن أنها قابلت أطفالاً فلسطينيين معتقلين تبلغ أعمارهم بين 11 و12 عاماً، وسمعت أصواتهم وهم يستغيثون الجنود الإسرائيليين مطالبينهم برؤية أمهاتهم.
وقالت الحلواني: “كان مقابل زنزانتي قسم الأشبال والأطفال الذين تبلغ أعمارهم بين 11 و12 سنة، وكنت أسمع أصواتهم في منتصف الليل وهم يصرخون “مشان الله بدي إمي” (من أجل الله أريد أمي)”.
وأضافت: “كلما تذكرتهم أهمّ بالبكاء”.
وتابعت وهي تبكي بالفعل: “أنا الحمد لله خرجت من السجن، ولكن ما مصير الأطفال الذين ما زالوا معتقلين في السجون الإسرائيلية؟”.
وبينت أنها أثناء وجودها في غرفة الانتظار داخل المعتقل؛ كانت ترى الأطفال الصغار المعتقلين، والخجل يلفّها لأنها لم تكن قادرة على أن تصنع لهم شيئاً.
وتساءلت: “ألا يوجد حقوق إنسان؟ ألا يوجد من يهتم بقضية هؤلاء الأطفال؟”.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرجت الاثنين الماضي عن الصحفيين المقدسيين وهبي مكية وزينة حلواني، بشرط الحبس المنزلي حتى يوم الجمعة، والإبعاد عن حي الشيخ جراح شهراً كاملاً، ودفع غرامة مالية مقدارها ألفي شيكل (نحو 600 دولار).
من جهته؛ قال المصور الصحفي وهبي مكية بعد إطلاق سراحه، إن “ظروف الاعتقال كانت سيئة للغاية.. كان يتم تقديم المياه للشرب مرة واحدة في اليوم، وجميع الطعام الذي كان يتم تقديمه فاسد، وبقيت طوال الخمسة أيام أتناول البيض فقط”.
وأضاف في تصريحات إعلامية: “قاموا بالاعتداء علي بالضرب داخل السجن، ولم يتم تقديم العلاج اللازم لي على الرغم من وجود عيادة وطاقم طبي متكامل داخل السجن، وبقيت حوالي ساعة ونصف أنزف نتيجة الضرب بالبندقية الذي تعرضت له أثناء تغطيتي الإعلامية لأحداث الشيخ جراح”.
وختم بالقول: “مررت بظروف اعتقال صعبة، ناهيك عن التنكيل بالمعتقلين وسوء المعاملة للصحفيين”.
وكانت الصحفية زينة الحلواني وزميلها وهبي مكية قد اعتقلا في 28 مايو/أيار خلال تغطيتهما أحداث حي الشيخ جراح، حيث اعتدي عليهما بالضرب ما تسبب بإصابتهما برضوض مختلفة.
وتسبب اعتداء قوات الاحتلال في حينه بحدوث نزيف من رأس الصحفي وهبي مكية، وكذلك تسبب في جروح أخرى لديه ولدى زميلته زينة الحلواني، وكسر الكاميرا الخاصة بهما.
وكانت جهات حقوقية فلسطينية قد أعلنت، الأحد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل في سجونها 18 صحفيا فلسطينيا، آخرهم صحفي وصحفية اعتقلا بمدينة القدس، بعد الاعتداء عليهما.
والجمعة الماضي؛ أقام صحفيون فلسطينيون وقفة احتجاجية في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس؛ أكدوا فيها أن الاعتداءات الإسرائيلية طالت مؤخراً أكثر من 40 صحفياً وصحفية.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى إخلاء 12 منزلا من أصحابها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وتسليمها لمستوطنين.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان قد دعت إلى “تشكيل محكمة دولية متخصصة في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، لمحاسبة كل أولئك الذين يعتمدون الاعتداء على الصحافة الحرة كمنهج من اجل تغييب الحقيقة والعبث في وعي الجماهير خدمة لمصالحهم وأجنداتهم الشخصية”.
وأكدت المنظمة في بيان، أن مهزلة العدالة التي يعاني منها الصحفيون لن تنتهي إلا إذا توقف نفاق بعض الدول التي تؤمن بمبادئ الصحافة الحرة وتطبقها، في حين أنها تعقد الصفقات وتمد الجسور مع أنظمة لا تؤمن بهذه المبادئ، بل تقمع الصحفيين وتقتلهم.