مصر – 60 ألف معتقل
وجهت صحيفة أمريكية انتقادات لاذعة للنظام المصري في ظل رئاسة عبدالفتاح السيسي، قائلة إن قادة العسكر حولوا البلاد إلى جمهورية خوف عبر اعتقال عشرات الآلاف في وحشية تؤدي إلى نتائج عكسية.
وقال الكاتب عز الدين فشير في مقال تحليلي نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، إن الجيش المصري لاحق الجيل الجديد الذي طالب بحقوقه في ميدان التحرير بالقاهرة عام 2011.
ولفت إلى أن هناك اليوم ما يقرب من 60 ألف معتقل في سجون جمهورية الخوف العسكرية، بناء على تقديرات منظمات حقوق الإنسان التي اعتمدت على بيانات الحكومة حول الاعتقال والأحكام الصادرة من المحاكم على مدى الأعوام الثمانية السابقة.
وأضاف أن مجموع السجناء في مصر يبلغ 114 ألف سجين حسب الناطقين باسم وزارة الداخلية، وهذا لأن حجم المعتقلين السياسيين يصل إلى النصف من نزلاء السجون، وهي نسبة مذهلة، والأكثر صدمة هو عدد المعتقلين في مرحلة ما قبل المحاكمة: 30 ألف سجين، ووسعت السلطات المصرية وأساءت استخدام مرحلة ما قبل المحاكمة لكي تحبس من لا تستطيع إدانتهم لسنوات طويلة.
وأشار إلى أنه “في بعض الحالات النادرة عندما تحكم محكمة بالإفراج عن سجناء، تقوم الشرطة باعتقالهم وبتهم جديدة فيما يطلق عليها سياسة الباب المتحرك”.
وبحسب المقال؛ فقد كانت الناشطة إسراء عبدالفتاح واحدة من القادة الشباب الذين قاد نشاطهم إلى ثورة يناير، واعتقلت عدة مرات منذ 2008، لكن الجيش أنهى التحول الديمقراطي ومنع إسراء من السفر، ولهذا قررت العودة إلى عملها في الصحافة، ثم تم اعتقالها في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2019 وضربت وانتهكت وتركت في السجن منذ ذلك الوقت.
وتابع: “كما اعتقلت سلافة مجدي وزوجها حسام السيد اللذان عملا في الصحافة المستقلة وحازا على اعتراف دولي في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 وتعرضا لانتهاكات مستمرة وسوء معاملة. ويعيش ابنهما البالغ من العمر 7 أعوام مع جديه ويسجل أشرطة فيديو يرسلها لوالديه السجينين”.
وأوضح أن القائمة طويلة، و60 ألف معتقل يمثلون كل أطياف المجتمع من الإسلاميين إلى العلمانيين والشيوعيين، ونصف المعتقلين في مرحلة ما قبل المحاكمة بناء على تهم زائفة مثل “نشر الأخبار الكاذبة” أو “إساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي”.
وأردف المقال: “وما علينا إلا التفكير بمشاعرهم وعجزهم أمام القوة الطاغية. وما علينا إلا التفكير بالأيام الطويلة والليالي التي يقضونها في السجون القذرة، سواء في الزنازين المزدحمة أو الحجز الانفرادي. وما علينا إلا التفكير بالقوة التي يحاولون حشدها للحفاظ على عقلهم وهدوئهم. فالسجن يدمر الناس، والسجن القائم على تهم زائفة أسوأ. ولا يمكن لمصر التقدم للأمام طالما كان هناك آلاف من المواطنين المحطمين والذين يعيشون في خوف”.
وأكد أنه “ربما أعمى قادة مصر العسكريين الخوف والسلطة، ويجب على من يساعدونهم أن تكون لديهم رؤية أوضح. ومن غير المنطقي أن نتوقع من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والإمارات التي تقدم لقادة مصر العسكريين المال والسلاح والدعم السياسي أن تقدم لهم نصيحة جيدة”.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد أكدت مرارا أن نظام عبدالفتاح السيسي يقمع الحقوقيين والنشطاء المعارضين والصحفيين وأصحاب الرأي، مضيفة أنه يتعامل مع معتقلي الرأي كرهائن للضغط على ذويهم لإرغامهم على التوقف عن انتقاد النظام.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، بالضغط على النظام المصري لوقف الاعتقالات المستمرة، والعمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين، وإجلاء مصير المختفين قسرياً.