في مشهد الحراك المناهض لما حدث في الثالث من تموز 2013 برز دور الجامعات المصرية والمؤسسات التعليمية المختلفة لما يشكله الطلاب من طليعة فكرية تعد الأكثر تأثرا وتفاعلا مع تداعيات الحالة السياسية في مصر ،وترسخت لدى الطلاب معاني الرفض الكامل لكل أدوات القمع التي تمارسها السلطات عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير2011م.
في نحو 26 جامعة حكومية ، ونحو 27 جامعة خاصة تضم أكثر من مليوني طالب وطالبة نشط قطاع واسع من الطلاب عقب افتتاح العام الدراسي في أواخر عام 2013م بأنشطة مختلفة مناهضة للقمع والقتل الذي تمارسة السلطات الأمنية والعسكرية داعين الجيش للعودة إلى ثكناته العسكرية وإعادة الحياة الديمقراطية.
في حراكهم المتصاعد شكل الطلاب مصدر قلق كبير للسلطات الحاكمة فواجهت أنشطتهم بالقوة المميتة فسقط عدد كبير من القتلى والجرحى كما جرى اعتقال المئات منهم كما قامت إدارة الجامعات بإيقاع أشد العقوبات على الطلاب المتهمين بالإشتراك في الأنشطة المعارضة وصلت إلى حد الفصل النهائي من الجامعة.
إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية يضمنا الحق في حرية التعبير والتظاهر والتجمع ، وتُعد حرية التعبير ضرورية لتقدم المجتمعات وتطورها على كافة المستويات وتعد من الحقوق الهامة والرئيسية التي لايمكن الإخلال بها تحت أي ذريعة ، ويقتصر دور الدولة على وضع الأطر القانونية التي تنظم هذا الحق ولا تقيده أو تحد منه .
في هذا التقرير نلقي الضوء على أبرز الإنتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الطلاب وتأثيرها على مستقبلهم العلمي والمهني من خلال شهادات حية لبعض الطلاب وأسرهم .
أنواع الإنتهاكات التي يتعرض لها الطلاب :
قبيل بدء العام الدارسي في سبتمبر 2013م قامت السلطات المصرية فى محاولة يائسة لإخماد أي تحركات طلابية محتملة مناهضة للسلطات بتأجيل بدء الفصلين الدراسيين، ليبدأ الفصل الدراسي الأول في 01/10/ 2013 بدلاً من 21/09/2013 بالنسبة لجامعة الأزهر،وفي باقي الجامعات بدأ في موعده، وبدأ الفصل الدراسي الثاني في 08/03/2014 بدلاً من 08/02/2014 بالنسبة لكافة الجامعات المصرية وتقديم موعد الإمتحانات فيهما في محاولة لشغل الطلاب بالتحصيل الدراسي في هذا الوقت الضيق،هدفت السلطات من هذه القرارات إلى تقليص مساحة المعارضة لها بغض النظر عن مدى تأثر العملية التعليمية سلبا بذلك ، لتضاف إلى مشاكل تعاني منها الجامعات على مستوى جودة التعليم ، والذي انعكس على تراجع ترتيبها في التصنيفات العالمية بشكل واضح .
لم يفلح هذا الإجراء فحال بدء العام الدراسي بدأت الإحتجاجات لتعم أغلب الجامعات المصرية وردا على هذه الإحتجاجات ارتكبت سلطات الأمن انتهاكات جسيمة في سبيل قمعها بدءاً من استعمال القوة المميته إلى الإعتقال والتعذيب والفصل التعسفي وبذل جهود حثيثة لإعادة الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية.