واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الثالث على التوالي، متسببة بعمليات قتل واعتقال وهدم للمنازل وتدمير للبنية التحتية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان.
وشملت الاعتداءات تفجير منازل، وتهجير قسري للسكان، ومحاصرة المستشفيات، وسط تصاعد عمليات القمع العسكري ضد الفلسطينيين.
وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال فجّرت منزلاً لعائلة بلاونة في حارة البلاونة وسط المخيم، مما أدى إلى اندلاع النيران داخله، إلى جانب تدمير منازل ومحال تجارية، وإجبار السكان على مغادرة المخيم، وتحويله إلى ثكنة عسكرية.
كما أقدمت جرافات الاحتلال على تدمير البنية التحتية في عدة مناطق من المخيم، بما في ذلك الأحياء الشمالية والغربية، وأغلقت المداخل بالسواتر الترابية، مما أدى إلى محاصرة السكان وعرقلة وصول الخدمات الأساسية.
وفي ضاحية شويكة شمال طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة وهدمت منزل القتيل تامر رأفت فقها بعد أن أخطرت عائلته بهدمه قبل شهرين، في سياسة عقابية تشكل عقوبة جماعية محظورة بموجب القانون الدولي.
وترافق العدوان الإسرائيلي مع تصعيد عمليات الاعتقال، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الشاب تامر عصام نصار من بلدة عنبتا شرق طولكرم بعد مداهمة منزله وتفتيشه، وهو معتقل سابق، في استمرار لسياسة الاعتقال التعسفي التي تستهدف الفلسطينيين دون محاكمة عادلة.
وفي سياق تصعيد الانتهاكات؛ حاصرت قوات الاحتلال مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وأعاقت عمل الطواقم الطبية ومنعت وصول مركبات الإسعاف، مما يهدد حياة الجرحى والمرضى، وينتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني التي تحمي المرافق الطبية والطواقم العاملة فيها.
وأدى العدوان الإسرائيلي على طولكرم، أمس الثلاثاء، إلى مقتل الشاب أيمن فادي الناجي، وإصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفل في حالة خطيرة، وصحفية أصيبت بشظايا الرصاص في يدها، إضافة إلى عدد من الاعتقالات.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على طولكرم وسط صمت دولي، مما يعزز سياسة الاحتلال في التدمير الممنهج، ويضاعف من معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين يواجهون القمع العسكري يومياً دون حماية دولية حقيقية.