انهارت مئاتُ الخيام في مخيمات النازحين بمناطق شمال غربي سوريا، وذلك جراء عاصفة ثلجية وأمطار غزيرة تشهدها البلاد.
وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مارك كتس، من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين في المخيمات شمال غرب البلاد، في ظلّ الأحوال الجوية السيئة، وتساقط الثلوج، الذي أدّى لانهيار الكثير من الخيام، ووفاة عدّة أطفال بسبب البرد الشديد، وتدني درجات الحرارة.
وأعرب كتس عن قلقه العميق مما وصفها بالظروف المروعة التي يعيشها النازحون، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد لنقلهم من الخيام إلى مأوى مؤقّت أكثر أمنا وكرامة.
ولفت المسؤول الأممي إلى أنّ العاملين الإنسانيين يبذلون قصارى جهدهم لتنظيف الشوارع وتأمين العيادات المتنقلة، وإصلاح أو استبدال بعض الخيام المتضررة، وتوفير الموادّ الإغاثية الأخرى كالطعام والأغطية والملابس الشتوية.
ووثقت تقارير أممية انهيار أكثر من ألف خيمة، إمّا بالكامل أو تضرّرت بشكل كبير، بسبب تساقط الثلوج الكثيف في بعض المناطق، التي تحولت إلى مناطق كوارث.
وقبل ثلاثة أيام؛ تداول نشطاء سوريون صوراً تظهر وفاة 15 طفلاً لقوا حتفهم في مخيمات الشمال السوري متجمدين من الصقيع.
وخلفت الأجواء الباردة المصحوبة بالثلوج مآسي ومعاناة شديدة لأكثر من 1.5 مليون إنسان يعيشون في الخيام التي انهار جزء كبير منها وأصبح غير قابل للسكن، إضافة إلى معاناة اللاجئين الذين يعيشون في لبنان والأردن، حيث تتعرض منطقة بلاد الشام لمنخفضين جويين قطبيين.
وكان مئات الآلاف من النازحين قد فروا من قصف النظام السوري والطائرات الروسية إلى المناطق القريبة من الحدود السورية حيث يعيشون ظروفًا صعبة للغاية تتفاقم مع اشتداد البرد في المنطقة.
وبعد 10 سنواتٍ من استمرار الأزمة السورية، أصبحت حياة اللاجئين والنازحين السوريين أصعب من أيّ وقتٍ مضى.
فقد اضطر الملايين للفرار من بيوتهم منذ عام 2011 بحثًا عن الأمان باللجوء إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق، وبلدان أخرى، أو بالنزوح إلى مناطق داخل سوريا.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوجد نحو 13.4 مليون سوري بحاجة إلى المساعدة في سوريا، 6.7 ملايين منهم نازحون داخليًّا، و6.6 ملايين لاجئون في العالم، وتستضيف الدول المجاورة لسوريا 5.5 ملايين منهم.