يتواصل سقوط الضحايا بين معتقلي الرأي في السجون المصرية، جراء ظروف الاحتجاز السيئة التي يكتنفها إهمال طبي متعمد، ووضع كثير من المعتقلين في زنازين انفرادية، وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان.
وبلغ عدد الضحايا في السجون المصرية منذ بدء العام الحالي 27 ضحية، وذلك بعد وفاة معتقلين اثنين، ما رفع العدد الإجمالي للضحايا منذ يوليو/تموز 2013 إلى 895 ضحية.
آخر الضحايا كان عبدالعزيز أحمد حسن حسنين، المعتقل في سجن المنيا، والذي أُعلن عن وفاته اليوم السبت.
و”عبدالعزيز” معتقل على ذمة القضية المعروفة إعلامياً باسم “أحداث مسجد الفتح”، وصدر بحقه حكم بالحبس المشدد لمدة 10 سنوات، بالإضافة إلى 5 سنوات مراقبة.
وأعلن اليوم أيضاً عن وفاة فاروق ماهر شحاتة (26 عاماً) داخل محبسه بسجن وادي النطرون (430) بعد إيداعه في زنزانة انفرادية.
و”فاروق” هو شاب من قرية ناهيا التابعة لكرداسة بالجيزة، اعتقلته السلطات المصرية في سبتمبر/أيلول 2013، وتمت محاكمته في القضية 1010 لسنة 2013 المعروفة إعلامياً بـ”أحداث اقتحام قسم شرطة كرداسة”، والتي حكم على إثرها بالسجن المؤبد.
وبوفاة كل من عبدالعزيز حسنين، وفاروق شحاتة؛ يرتفع عدد ضحايا الاعتقال السياسي في مصر خلال شهر يوليو/تموز الجاري إلى أربعة، حيث أعلن مؤخراً عن وفاة كل من المعتقلين رضا أبو العينين، وأحمد صابر.
وكان شهر يونيو/حزيران السابق قد شهد سقوط ثلاث ضحايا للإهمال الطبي في السجون المصرية، هم عبدالقادر جابر، وسيد نصار، والسيد محمد إبراهيم.
ويعاني معتقلو الرأي من الإهمال الطبي في مقار الاحتجاز المصرية التي تفتقر إلى المعايير الفنية الدولية لمقار الاحتجاز الصالحة للبشر، بحسب بيان للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، والتي لفتت إلى تكدس كبير داخل الزنازين التي يعاني المحتجزون فيها من سوء التغذية، وقلة النظافة وانتشار الحشرات والتلوث، مع انعدام التهوية والإضاءة.
وحذرت المنظمة مراراً من تعامل السلطات المصرية بـ”لامبالاة” مع أرواح المعتقلين الذين تفرض القوانين والمعاهدات الدولية على الحكومة مسؤولية علاجهم خاصة في أوقات الأوبئة.
ومنذ تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد؛ تشن السلطات المصرية حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين والمنتقدين، إذ ألقت القبض على الآلاف في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، أدين العديد منهم وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.