عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا (AOHR UK) مساء أمس الاثنين 14 أغسطس/آب 2023 ندوة بعنوان “عقد على الإفلات من العقاب: في ذكرى مجزرة رابعة العدوية وغياب المساءلة في مصر” بالتزامن مع الذكرى العاشرة لأبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث حين داهمت قوات الجيش والشرطة اعتصامات رابعة والنهضة وقامت بفضها بالقوة مخلفة آلاف القتلى والجرحى.
شارك في الندوة سارة ليا ويتسون- المدير التنفيذي لمنظمة DAWN، والممثل المصري عمرو واكد، وهيلين غودمان- نائبة سابقة في البرلمان البريطاني، والناشط الحقوقي المصري الفلسطيني رامي شعث، والبروفيسور عبد الله العريان- أستاذ التاريخ في جامعة جورج تاون في قطر، ود. مها عزام- رئيس ومؤسس المجلس الثوري المصري، والمحلل السياسي البارز د. أحمد غانم، ومحمد اسماعيل-مدير منظمة مصريون في الخارج من أجل الديموقراطية، وأدارت الندوة ميلسا ترنر- مؤسس ومحرر مجلة BeMagazine.
سلط المتحدثون الضوء على الفض الوحشي للاعتصام وما تلاه من انتهاكات جسيمة ضد حريات الرأي والتعبير التي رافقتها عمليات قتل وتعذيب واعتقال تعسفي، فضلًا على إفلات الجناة من العقاب وسط صمت دولي مخز وتأييد من حكومات غربية قررت غض الطرف عما يحدث في مصر من أجل مصالح سياسية واقتصادية.
في كلمتها، قالت سارة ليا ويتسون إن المذبحة حدثت بصورة متعمدة ولم تكن اعتباطية، كما تحدثت باستفاضة عن تقرير “حسب الخطة” الذي أصدرته منظمتها السابقة “هيومان رايتس ووتش” بعد الفض بعام واحد كشفت خلاله عن الجرائم والانتهاكات البشعة التي ارتكبتها القوات الأمنية خلال الفض، كما انتقدت الدعم الدولي لعبد الفتاح السيسي وشددت على أهمية المساءلة.
الدكتور عبد الله العريان، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة جورج تاون في قطر، قال في كلمته إن مذبحة رابعة كانت بداية لعقد من القمع والاستبداد في مصر، وسلط الضوء على الكيفية التي أعادت بها المجزرة تشكيل مسار مصر وتركت آثارًا لا تزال مستمرة على الشباب والأجيال الجديدة.
أما هيلين غودمان، العضوة السابقة في البرلمان البريطاني، تحدثت في كلمتها عن مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات عاجلة حيال ما يحدث في مصر، وحثت السياسيين في جميع أنحاء العالم على معالجة انتهاكات حقوق الإنسان، مشددة على فاعلية الحملات الحقوقية الأنظمة القمعية.
الناشط الحقوقي رامي شعث تحدث من تجربته الشخصية داخل السجون المصرية، حيث اعتقل لمدة عامين ونصف دون توجيه أي تهمة، قابل خلالها المئات من الأشخاص الذين اعتقلوا من اعتصام رابعة بلا ذنب أو جريرة، مشيرًا إلى المعاملة السيئة والانتهاكات الوحشية التي يعاني منها المعتقلون في مصر، كما لفت الانتباه إلى ضرورة استمرار النضال على كافة الأصعدة الدولية من أجل تحقيق العدالة لضحايا النظام المصري.
الممثل المصري البارز عمرو واكد تحدث عن مذبحة رابعة باعتبارها جريمة ضد الإنسانية حدثت أمام العالم بالصوت والصورة، ولفت خلال كلمته إلى تزايد القمع في مصر ليشمل ليس فقط المعارضة السياسية، وإنما كافة المجالات بما فيها المجال الفني، كما شجع على ضرورة تبني التنوع والاختلاف كطريقة للمضي قدمًا في تحقيق تغيير حقيقي في مصر.
في كلمته، أكد المحلل السياسي الدكتور أحمد غانم على دور المجتمع الدولي في الصراع السياسي في الشرق الأوسط، وأعرب عن مخاوفه من ازدواجية معايير الحكومات الغربية في التعامل مع الأنظمة في المنطقة، كما حث الشباب العربي على أهمية الاستمرار في العمل من أجل التغيير واستعادة الديموقراطية والحرية.
دعت الدكتورة مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري، الجماهير العالمية إلى الاستجابة لنداءاتهم من أجل العدالة، مؤكدة على الطبيعة المترابطة للنضالات في المنطقة.
أعرب محمد إسماعيل، مدير “مصريون بالخارج من أجل الديمقراطية”، عن خيبة أمله من الدعم الغربي لنظام السيسي، وتحدث خلال كلمته عن تواجده في اعتصامي النهضة ورابعة باعتباره شاهد عيان على كون هذه الاعتصامات كانت سلمية بلا عنف أو أسلحة، وحث المجتمع الدولي على الوقوف بجانب الخيارات الديمقراطية للمصريين.
خلال الندوة، رسمت شهادات المتحدثين صورة حية عن معاناة المصريين في ظل النظام الحالي، كانت رؤاهم بمثابة دعوة للمجتمع الدولي من أجل التحرك لاتخاذ إجراءات للانتصاف للضحايا ووضع حد لانتهاكات النظام المصري..
وأكد المتحدثون على الحاجة إلى العدالة والانتصاف للضحايا، مشددين على أن مجزرة رابعة ستظل ذكرى محفورة في قلوب الجميع تستمر في تحفيز الجهود نحو مستقبل أكثر إشراقًا وديمقراطية وعادلة لمصر.