تمارس السلطات المصرية ما يسمى بـ”إعادة التدوير” بحق معتقلي الرأي بهدف الإبقاء عليهم مسجونين خلف القضبان بقضايا جديدة حتى بعد أن تصدر أحكام بالإفراج عنهم في القضايا الأصلية التي احتجزوا بسببها.
وفي هذا السياق؛ أطلقت أسرة معتقل الرأي المصري “علي حسن علي حسن” الشهير بـ”علاء هديب” استغاثة بالتحرك لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها من قبل السلطات المصرية، والتي قالت إنها تهدد سلامة حياته، مع استمرار تدويره واحتجازه دون وجه، بعد حصوله على البراءة بعد التدوير للمرة الرابعة بمركز شرطة فاقوس.
وأكدت أسرة “هديب” إن حالته الصحية في “تدهور مستمر بشكل بالغ”.
ولفتت إلى أنه رغم حصوله على البراءة بعد تدويره لأربع مرات باتهامات ومزاعم ذات طابع سياسي؛ إلا أن إدارة مركز شرطة فاقوس تتعنت وترفض الإفراج عنه، وتحتجزه في مكان لا تتوافر فيه أدنى معايير سلامة وصحة الإنسان، ولا تتناسب وحالته الصحية السيئة.
وأضافت الأسرة أنه “منذ اعتقاله للمرة الثانية بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول 2020 بشكل تعسفي، وهو يتعرض لسلسلة من الانتهاكات والتنكيل، وترفض وزارة الداخلية تنفيذ أحكام البراءة التي تصدر بحقه فيما يلقى عليه من اتهامات ومزاعم”.
ويعاني “هديب” من إصابته بمرض بالسكري، ولديه إعاقة في إحدى قدميه منذ الصغر، وأجرى العديد من العمليات الجراحية، وتمثل ظروف احتجازه عملية قتل بطيء له، خاصة بعد تدهور حالته الصحية داخل محبسه الذي لا تتوافر فيه أدنى معايير الصحة والسلامة.
وكانت أسرة “هديب” قد أطلقت في وقت سابق استغاثة بالتدخل لرفع الظلم الواقع عليه، وسرعة الإفراج عنه ليواصل رعايته لأسرته وأطفاله الست الذين حُرموا منه للمرة الثانية، حيث سبق وأن تم اعتقاله خلال عامي 2014 و2015 وحصل على حكم من المحكمة العسكرية بالبراءة مما لفق له من اتهامات.
وتتبع السلطات المصرية سياسة “إعادة التدوير” بحق كثير من المعتقلين السياسيين، الأمر الذي بدد قدرا كبيرا من آمالهم في الخروج من المعتقلات.
ويتم “التدوير” الذي تمارسه السلطات المصرية بطريقتين؛ الأولى من خلال إخلاء سبيل نشطاء لأسابيع أو شهور، ثم اعتقالهم مجددا في قضايا جديدة ولكن بنفس الاتهامات القديمة.
أما الطريقة الثانية؛ فتتم من خلال صدور قرارات بإخلاء سبيل معتقلين، دون أن يتم ذلك الإخلاء فعليا، حيث يختفي المتهم فترة داخل مقرات جهاز الأمن الوطني أو أحد أقسام الشرطة، ثم يظهر مجددا في قضية جديدة، بذات الاتهامات تقريبا وربما تغيرت قليلا، إلا أنها في ذات الإطار.