وجهت المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا رسالة عاجلة إلى وزيرة الخارجية في جمهورية كوريا الجنوبية السيدة كانج كيونج هوا حول اعتقال السلطات الكورية للمواطن المصري أحمد المقدم ورفض السماح له بتقديم طلب لجوء سياسي واعتزام ترحيله لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي بطبيعة الحال ستقوم بتسليمه لمصر.
وكان الأمن الكوري-الجنوبي قد ألقى القبض على المواطن المصري أحمد المقدم (38 عاماً) فور وصوله إلى مطار “إنشون” بعد قدومه من دولة السودان مرورا بالإمارات ترانزيت، كما قامت القوات الأمنية بالاعتداء عليه بالضرب أثناء القبض عليه مع رفض السماح له بتقديم طلب لجوء سياسي على الرغم من تقديمه ما يفيد أنه عضو حزب الحرية والعدالة المعارض في مصر وأنه مطلوب على خلفية سياسية، وتم إجباره على التوقيع على ورقة لم يستطع فهم محتواها حيث كانت مكتوبة باللغة الكورية، ليكتشف فيما بعد أنها موافقة منه على الترحيل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي بطبيعة الحال ستقوم بترحيله إلى مصر لوجود العديد من اتفاقيات التسليم بين البلدين.
وأشارت المنظمة في رسالتها أن المقدم مطلوب ضبطه في مصر على خلفية قضايا معارضة للسلطات وقد تم مداهمة منزله أكثر من مرة لاعتقاله كونه أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة، كما أن العديد من أفراد أسرته رهن الاعتقال التعسفي داخل سجون النظام المصري على خلفية معارضتهم للنظام.
وحذرت المنظمة من ترحيل المقدم إلى الإمارات التي ستقوم بدورها بترحيله إلى مصر حيث يكون معرضا للخطر على حياته وسلامته، خاصة مع تفشي عمليات التصفية الجسدية لمعارضين وكذلك مقتل العشرات تحت وطأة التعذيب في مقار الاحتجاز المصرية.
وأضافت المنظمة أنه منذ الثالث من يوليو/ تموز 2013، تمر مصر بواحدة من أسوأ أزمات حقوق الإنسان في تاريخها، حيث تفشت الممارسات القمعية للنظام بحق المعارضين مثل القتل خارج إطار القانون والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب، بالإضافة إلى اصدار القضاء المصري أحكام قاسية بحق عشرات الآلاف بينها مئات الأحكام بالإعدام مع حرمان المعتقلين من أي فرصة للانتصاف القانون أو التمتع بمحاكمة عادلة.
ولفتت المنظمة في رسالتها إلى العديد من حالات التعذيب والقتل خارج إطار القانون على يد الأجهزة الأمنية المصرية، مثل حالة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني والذي تعرض للاعتقال والاختفاء القسري والتعذيب على يد الأجهزة الأمنية في 25 يناير/كانون الثاني 2016، ليتم العثور على جثته ملقاة على جانب الطريق في فبراير/شباط من ذات العام وبها آثار تعذيب وحشي، وحتى الآن لم يتم تحديد الجناة في تلك الواقعة، ولم يعلن النظام المصري أي مسؤولية له عن الحادث رغم ثبوت تورطه في عملية تعذيبه وقتله بالأدلة.
وحملت المنظمة السلطات الكورية-الجنوبية مسؤولية سلامة حياة المواطن المصري أحمد المقدم كونه رهن اعتقالهم، وطالبتهم بضمان سلامته وعدم تسليمه لبلدان يشكل وجوده فيها خطراً على حياته، كما طالبت بالإفراج الفوري عنه وقبول طلب لجوئه أو السماح له بالسفر إلى بلد يختارها.