قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في حرب الإبادة التي يشنها على السكان المدنيين في قطاع غزة مستخدما كافة أنواع الأسلحة الفتاكة وأطنان القنابل التي يمطر بها سماء غزة تحت سمع وبصر المجتمع الدولي وبدعم غير محدود من الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت المنظمة أنه في ظل الاستهداف المنهجي للمدنيين من قبل آلة الحرب الإسرائيلية أصبح من قبيل التزيد التفريق بين ما هو محرم استخدامه من الأسلحة وما يجوز استخدامه فالأدلة الواضحة للعيان تبين وتؤكد أن بنك الأهداف الوحيد في الحرب العدوانية هم من المدنيين نساء وأطفالًا مشاف ومدارس ومرافق خدمية مختلفة مما يجعل استخدام كل هذه الأسلحة محرمًا ومجرما بحد ذاته.
واستدركت المنظمة أنه إضافة لاستهداف المدنيين بأسلحة لا يمكن استخدامها إلا ضد أهداف عسكرية في الحروب من الضروري تسليط الضوء على الأسلحة المحرمة دوليًا التي لا يجوز استخدامها في كل الأحوال لبيان وحشية الاحتلال وإعداد ملفات خاصة حول استخدام مثل هذه الأسلحة لتوثيق الفاشية التي وصل إليها قادة الاحتلال ومدى خطورة هذه الحكومة على السلم والأمن الدوليين، خاصة وأن أحد الوزراء اقترح قبل عدة أيام إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة فهاج العالم وماج بنفاقه المعروف وشجب واستنكر مما أثار عاصفة من التندر وكأن أطنان القنابل التي ألقيت لا تساوي قنبلة نووية.
وبعد اطلاعه على عدد من المقاطع المصورة والموثقة من قبل نشطاء محليين ووسائل إعلام عالمية، قال الخبير العسكري اللواء ركن حرب ماجد القيسي “إن الاحتلال الإسرائيلي إضافة لاستخدامه لأسلحة لا تستخدم إلا في الحروب، استخدم أربعة أنواع من الأسلحة المحرمة دوليا، مثل الفسفور الأبيض، الذي تسبب في حروق بالغة وإصابات صحية خطيرة وآثار بيئية مدمرة، وقد استخدمته القوات بكثافة في مرات متعددة وفي أماكن عالية الكثافة السكانية”.
وتابع ” كما يستخدم الاحتلال قنابل الأبخرة الحارقة التي تسببت في ظهور أنواع مختلفة من الحروق من الدرجة الرابعة، لم يتمكن الأطباء من معرفة نوعية المادة الكيميائية المستخدمة في تلك القنابل والتي تظل فعالة حتى بعد ملامستها لجسم الإنسان بفترة طويلة وتعمل على انصهار العظام والأعضاء الداخلية لجسم الإنسان”.
وأضاف “استخدم الاحتلال كذلك القنابل الفراغية الصوتية التي تؤدي إلى تدمير طبلة الأذن لدى الإنسان، كما استخدم القنابل العنقودية التي تنشر ألغامها عشوائيا على مناطق مختلفة غير دقيقة وتستقر في الأرض، وتنفجر في وقت لاحق دون أن يستطيع الإنسان التعرف على وجودها فهي تعد ضمن الألغام التي يجب استخدامها حسب خريطة دقيقة، يمكن انتزاعها بعد الحرب”.
وفي هذا السياق وحول استهداف الأعيان المدنية، من الواضح أن المدارس والمشافي التي لجأ إليها النازحون هي في صلب الأهداف العسكرية الإسرائيلية منذ بداية الحرب من أجل تهجير السكان، وما استهداف المشافي إلا دليل على هذه الاستراتيجية، و تكذيب للرواية الاسرائيلية حول قصف المشفى المعمداني حيث تم فبركة الأدلة في حينها وتصوير أن الجريمة وقعت بفعل صواريخ فلسطينية، وهي الرواية التي تبناها بايدن وبعض القادة الغربيين ووسائل إعلام غربية عديدة مما عزز إرادة إسرائيل بالمضي قدما في استهداف المشافي جهارا نهارا كما يحدث اليوم ونرى بايدن وحلفاؤه صم بكم لا يبصرون.
إن الاحتلال الإسرائيلي ضرب كافة القوانين والمواثيق الدولية في حالات الحرب والسلم عرض الحائط، فقد أحرق المدنيين وقصفهم عمدا داخل منازلهم وفي الأسواق والمستشفيات والطرقات أثناء نزوحهم، وحول قطاع غزة المكتظ بالسكان إلى كتلة من اللهب، ودمر البنية التحتية للقطاع ومنع عن السكان كل سبل الحياة، وتفاخر قادته بذلك بالصوت والصورة في موجة من التصريحات العنصرية البغيضة، وهو يتحكم بشكل كامل في دخول المساعدات ومعابر القطاع حتى معبر رفح الخاضع للسيادة المصرية، ومنع المرضى والجرحى من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لهم، مما يفاقم من آثار المحرقة، ويضاعف أعداد الضحايا.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تدعو كافة دول العالم إلى وقف المحرقة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والعمل بشكل فوري على إنقاذ حياة مئات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين، والتي تبدأ بخطوات أهمها إعلان مسؤولية الاحتلال عن جريمة الإبادة الجماعية في القطاع، وخرقه للقانون الدولي باستخدام كافة أنواع الأسلحة.
كما تدعو المنظمة كافة الشعوب والأحرار حول العالم والذين تحركوا بشجاعة كبيرة خلال الأيام الماضية في رفض واضح للمحرقة المستمرة في قطاع غزة بعدم التوقف عن الاحتجاج، وممارسة كافة وسائل الضغط على حكوماتهم برلماناتهم لوقف الدعم الذي يتلقاه الاحتلال من دول الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ودعت المنظمة قادة الدول في القمة العربية والإسلامية المنعقدة اليوم السبت إلى اتخاذ اجراءات عمليه لوقف المحرقة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة فقد سئمت الشعوب العربية والإسلامية الموقف المتخاذل لهذه الدول وهم يتفرجون على قطاع غزة يحترق طوال 36 يوم.
و حذرت المنظمة من أن الوقت ينفذ أمام قادة هذه الدول فالشعوب العربية والإسلامية لن ترضى بأن يكون مخرجات هذه القمة بيانات إدانة واستنكار كسابقاتها، فوحشية الاحتلال وفاشيته بانت للجميع وتحتاج قرارات عملية تؤدي إلى وقف العدوان الظالم وتدفق المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها عبر معبر رفح دون قيد أو شرط.
وشددت المنظمة على ضرورة قيام هذه الدول بالتنسيق مع دول كبرى لدعوة الجمعية العامة بجلستها العاشرة الطارئة للانعقاد لطرح مشروع قرار يفرض وقفا لإطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية تحت رقابة دولية كما يجب أن يتضمن القرار إحالة ملف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية.