حذرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا من أي تصعيد وعنف من قبل الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين في فلسطين المحتلة بشكل عام وقطاع غزة المحاصر بشكل خاص كتداعيات للأحداث الدائرة منذ صباح اليوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
لطالما شنت إسرائيل بشكل متكرر هجمات وحشية على سكان غزة، مستهدفة المدنيين والأطفال والمنازل والمستشفيات والمباني، وقد أدت هذه الهجمات الوحشية إلى خسائر هائلة بشرية ومادية، ونوهت المنظمة إلى أن الاستخدام غير المتناسب للقوة والاستهتار بأرواح المدنيين في هذه الهجمات يشكلان جريمة حرب وانتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن تلك الجرائم لن تؤدي إلا إلى تعميق دائرة العنف وتفاقم معاناة الفلسطينيين الأبرياء.
وشددت المنظمة على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما يحدث حاليًا من تصعيد للعنف في الأراضي المحتلة بسبب الصمت غير المبرر على جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الدينية، خاصة مع تكرار اقتحامات الجنود والمستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بداخله واستفزاز مشاعرهم والتهديد بهدمه ومحو أي أثر له، دون أي اعتبار لمشاعر المسلمين حول العالم.
وبينت المنظمة أن الاحتلال الإسرائيلي عكف على خرق القانون الدولي وتجاهل قرارات الأمم المتحدة التي ألزمته بوقف التصعيد واحترام المقدسات الدينية في فلسطين، ووقف بناء المستوطنات، ومع ذلك ضربت سلطات الاحتلال بهذه القرارات عرض الحائط واستمرت في ممارساتها التعسفية والاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني وارتكاب أفظع الجرائم ضده.
وأكدت المنظمة أن إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولم يكن ينبغي السماح للإسرائيليين ببناء هذه المستوطنات في المقام الأول، مشددة على أن هذه المستوطنات ليست غير قانونية فحسب، بل تشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة الفلسطينيين بسبب عنف المستوطنين الممنهج ضدهم، والقرارات الإسرائيلية المستمرة بهدم منازلهم وبناء وحدات استيطانية بدلًا منها.
على المجتمع الدولي أن يعي أن أبرز أسباب الغضب الحالي هو الحصار الجائر اللاإنساني المستمر ضد قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، والذي حول القطاع لسجن كبير منذ عام 2006 تسبب في عواقب إنسانية لا تحتمل، حول حياة أهالي غزة إلى جحيم.
وبينت المنظمة أن الحصار لم يعزل الأهالي عن العالم الخارجي من ناحية التنقل وحسب، بل منع دخول المساعدات الإنسانية التي تحتوي على الغذاء والدواء ومواد البناء، ومؤخرًا أصدر قرارًا بمنع خروج صادرات البضائع والمنتجات من القطاع، لتحرم السكان من كافة مصادر الرزق المتاحة، خاصة بعد تدمير قطاعي الزراعة والصيد بصورة شبه كلية.
إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأماكن المقدسة الإسلامية، مثل المسجد الأقصى، كان يجب أن يتصدى لها المجتمع الدولي منذ البداية والعمل على وقفها وعدم تكرارها، إن حرية العبادة وحماية الأماكن الدينية من المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ويجب احترامها من قبل جميع الأطراف المعنية.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي التدخل العاجل وأخذ الضمانات اللازمة لحماية المدنيين في كافة أرجاء فلسطين من أي عدوان إسرائيلي، مشددة على أن الخذلان الدولي المتكرر في الاعتداءات الإسرائيلية السابقة شكل حصانة للاحتلال شجعته على ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني دون خوف من أي محاسبة أو مساءلة، وهذا بدوره يساهم في تأجيج الغضب وتوسيع دائرة العنف.