وجهت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا رسائل إلى مجموعة لاهاي طالبت فيها إلى دعوة الجمعية العامة العاشرة الطارئة المفتوحة إلى الانعقاد لكسر الصمت الدولي أمام ما يرتكبه الاحتلال من جرائم فاقت كل وصف.
وأضافت المنظمة أن مجموعة لاهاي التي تتكون من 9 دول (جنوب أفريقيا، ماليزيا، كولومبيا، بوليفيا، كوبا، هندوراس، ناميبيا، السنغال، وجزر بليز) أخذت على عاتقها منذ بداية العدوان إلى مواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال فاتخذوا عدة إجراءات في سبيل ذلك منها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية واستصدار أوامر احترازية لحماية السكان المدنيين من الإبادة وضمان إدخال المساعدات، كما فرضت هذه الدول حظرًا شاملًا على صادرات السلاح وسلع حيوية وقطعت علاقتها الدبلوماسية مع الاحتلال.
وبينت المنظمة أن المجتمع الإنساني ينظر بتقدير بالغ إلى جهود المجموعة التي كان مؤملًا أن ينضم إليها عدد كبير من الدول خاصة العربية والإسلامية التي بدورها خذلت المجموعة فمنها من أبقى على علاقته مع الاحتلال في السر أو العلن والأخطر أن الغالبية في ظل المرحلة الخطيرة التي يعيشها السكان في قطاع غزة لاذوا بالصمت ولم يحركوا أي ساكن.
وأشارت المنظمة أنه في ظل هذا الشلل فإنه يؤمل من المجموعة أن تتحرك على صعيد الجمعية العامة بموجب قرار متحدون من أجل السلام الذي يخول الجمعية العامة اتخاذ قرارات فشل مجلس الأمن الدولي اتخاذها في حالة تهدد السلم والأمن الدوليين بسبب استخدام أحد الأعضاء حق النقض الفيتو .
وأوضحت المنظمة أن هذا التحرك مهم في هذه المرحلة التي دخل فيها قطاع غزة مستوى غير مسبوق من التجويع بفعل حصر توزيع المساعدات في مؤسسة غزة التي تعمل تحت سيطر جيش الاحتلال لتنفيذ أجنداته، وثبت أن عملها يهدف إلى استخدام المساعدات كسلاح ومراكز التوزيع كمصائد للقتل، والتي حصدت منذ بدء عملها بتاريخ 27/05/2025 أكثر من 1373 فلسطينيًا، وجُرح الآلاف.
وشددت المنظمة أن اعتماد المؤسسة بشكل حصري من قبل الاحتلال لتوزيع مساعدات جاء لاستخدامها كواجهة تظهر أن الاحتلال يدخل مساعدات لتجنب الانتقادات في حين أنه هدف من تفعيل هذه المؤسسة منع أجهزة الأمم المتحدة المتخصصة من إدخال المساعدات لكيلا تصل إلى الشريحة الأكبر والتي لا تستطيع المخاطرة والوصول إلى مراكز المؤسسة الأربعة، الأمر الذي أدى بشكل مباشر إلى انتشار الجوع مما تسبب بانهيار النظام الغذائي في كافة انحاء القطاع وبدأ الناس ينهارون بسبب انعدام الغذاء وأدى الى وفاة 193 منهم 96 طفلًا، ويتهدد من الموت جوعا الآلاف في مقدمتهم الأطفال والجرحى والمرضى وكبار السن.
واكدت المنظمة أن الاولوية اليوم يجب أن تتركز على إنقاذ سكان قطاع غزة من براثن الموت جوعا وقصفا بالصواريخ والقنابل لا إصدار البيانات وعقد مؤتمرات فارغة كالذي عُقد في نيويورك للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فما الفائدة من إقامة دولة على الورق في حين أن الشعب الفلسطيني يباد، فحتى اللحظة تبين الإحصاءات أن اكثر من 200 الف بين قتيل وجريح راح ضحية العدوان الإسرائيلي منذ 07/10/2023 وهذا يشكل 10 % من تعداد سكان غزة وأن 95% من المناطق السكنية تم محوها وأن نحو 1.9 مليون شخص، أي ما يُعادل حوالي 90٪ من إجمالي سكان القطاع يعيش معاناة النزوح ومهدد بالتهجير.
ونوهت المنظمة أن الجمعية العامة الطارئة بدورتها العاشرة عقدت 3 جلسات، الأولى بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والثانية كانت بتاريخ 10 مايو/أيار 2024، والثالثة كانت بتاريخ 04 ديسمبر/كانون الأول 2024، واتخذت قرارات هامة منها الدعوة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلا أن هذه القرارات مثل التدابير الاحترازية التي اتخذتها محكمة العدل الدولية لم تجد سبيلًا لتطبيقيها كما حدث في قضايا مشابهة منها عندما اتخذت الجمعية العامة قرارات لأنهاء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 فتم إرسال قوات وأجبرت بريطانيا وفرنسا على الانسحاب.
عدم تنفيذ القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة بخصوص العدوان على قطاع غزة لا يعني اليأس وترك هذا المنبر لأنه يبدو أنه لا يوجد بديل لممارسة الضغط على الاحتلال وداعميه فليس المطلوب إرسال قوات عسكرية كما حدث في قضايا مشابهة، وإن كان هذا الواجب، المطلوب هو الحدود الدنيا إرسال قوافل إغاثة دولية تحت أعلام الدول المشاركة تحت مظلة الأمم المتحدة وتحويل منطقة رفح إلى مركز عمليات دولية يتواجد فيها ممثلي الدول بشكل دائم لا يبرحونها حتى إدخال المساعدات ووقف العدوان.
إن اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه وأي اتجاه يؤدي إلى تعظيم الجهود من أجل ردع حكومة الاحتلال في هذا المنعطف الخطير أمر بالغ الأهمية، فالتقارير تتحدث أن هذه الحكومة لا تظهر أي نوايا للاتفاق على وقف لإطلاق النار، إنما تنوي شن هجوم شامل لاحتلال القطاع وهذا يعني مقتلة كبرى ستؤدي إلى مضاعفة عدد الضحايا وتنفيذ مخطط التهجير الذي تعمل عليه.
إن أطفال غزة، شبابها، نساؤها، مرضاها وجرحاها ومعهم كل المجتمع الإنساني يستصرخون ضمير العالم كل يوم للتدخل من أجل التدخل وإنقاذهم من آلة القتل التي تفتك بهم، إنه من العار صم الآذان وعدم الاستجابة لنداءات تطالب بوقف جرائم غير مسبوقة في تاريخ الحروب وهي نداءات يمكن تنفيذها فورا عبر الآليات الأممية المتاحة في حدودها الدنيا.