قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى من يسانده ويتضامن معه ويقدم إليه الدعم اللازم في أزماته لا من يصدر تصريحات كاذبة تحاول تبييض وجه الجناة بحقه، مثلما فعل ماتياس شمالي مدير عمليات غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بغزة الذي تخلى عن أخلاقيات مهنته ودافع عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة أن شمالي صدم الجميع في مقابلة له يوم الأحد الماضي عندما سُئل عما إذا كان متفقًا مع ادعاء جيش الاحتلال بأن هجماته كانت “دقيقة للغاية”، فأجاب قائلاً: “لست خبيرًا عسكريًا لكنني لن أعترض على ذلك… لدي انطباع بأنه كان هناك حذراً شديداً في الطريقة التي قصف بها الجيش الإسرائيلي الأهداف على مدار الأحد عشر يوماً”.
ووصفت المنظمة تصريحات شمالي بالكاذبة، فلا يمكن أن يوصف العدوان الإسرائيلي بشديد الدقة وذو الحرفية العالية رغم الخسائر الفادحة التي تكبدها قطاع غزة وأهله بسبب العدوان الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية، حيث قتل 255 شخصاً، من بينهم ما لا يقل عن 66 طفلاً، فضلاً عن الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والأبراج السكنية والتجارية والبنية التحتية المدنية.
وشددت المنظمة على أن المسؤولين في الأونروا عليهم الالتزام بمهمتهم الأساسية المتمثلة “مساعدة لاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة في التنمية البشرية ريثما يتم التوصل إلى حل عادل لمحنتهم” بدلاً من الدفاع عن جرائم الاحتلال بحقهم وتبريرها.
ولفتت المنظمة إلى أن التدمير الإسرائيلي المتعمد للمدارس والمرافق الطبية والقتل الجماعي الذي استهدف مدنيين واستخدام الأسلحة الأكثر فتكا لسحق الأبرياء لم يخف على أحد خلال العدوان، كما أن جرائم الاحتلال لا زالت مستمرة، فوتيرة الاعتقالات الجماعية في صفوف فلسطينيو أراضي 48 متصاعدة، كما لا يزال عائلات الشيخ جراح وسلوان مهددين بالترحيل، بالإضافة إلى الاعتداءات المستمرة على المقدسات.
وأخيراً، قالت المنظمة إن اعتذار شمالي عما بدر منه وتراجعه عن تصريحاته أمر مرحب به، ومع ذلك يجب التعامل بحزم مع أي حالات مستقبلية مشابهة لمسؤولي الأمم المتحدة واتخاذ التدابير اللازمة حيال ذلك.