الأصعب في حياتي”.. هكذا يصف الطفل الفلسطيني بشار عليان (15 عاما) معاناته مع فقدانه عينه اليمنى برصاصة أطلقها جندي إسرائيلي.
وقال عليان في تصريحات لوكالة الأناضول، من منزل عائلته في مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين، شمالي القدس: “رسمت في مخيلتي مستقبلا جميلا، غير أن الاحتلال أخذ أحد أهم ما أملكه”.
وفقد عليان عينه جراء إصابته برصاصة مطاطية، أطلقها الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات مع شبان فلسطينيين في مخيم قلنديا في الـ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ويروي عليان تفاصيل إصابته بالقول: “كنت في طريق عودتي من المدرسة للمنزل، وتصادف ذلك مع اقتحام قوة عسكرية إسرائيلية للمخيم، اندلعت على إثرها مواجهات”.
وتابع: “التجأت لمسجد المخيم إثر إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وعندما وجدت الفرصة متاحة للخروج والعودة للمنزل، أصبت بشكل مباشر”.
وقال بحسرة: “لا أعرف ما الذي جرى لي؟ فقدت التوازن، الدماء تسيل من عيني، نقلت للمشفى، وبعد عملية جراحية أخبرت أنني فقدت عيني”.
وأضاف: “الخبر نزل عليّ كالصاعقة، أنت عارف شو (ماذا) يعني (أن) تفقد عينك؟”.
وأشار الطفل إلى طموحه بدراسة الهندسة، قائلا: “منذ صغري أطمح بدراسة الهندسة، لدي حلم كبير، إن شاء الله لن يقتله الاحتلال، وبالرغم من إصابتي سأحقق حلمي”.
واتهم عليان الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه بشكل مباشر، وقال: “لو لم تكن الإصابة مقصودة، لما أصبت بعيني”.
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف “الطفولة الفلسطينية، بالاعتقال والإصابة والقتل”، منوهاً إلى أنه تعرض للإصابة قبل أيام قليلة من اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف الـ20 من نوفمبر/تشرين ثاني من كل عام.
وقال إن “الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم حقوق الأطفال، بل ينتهكها ويتعمد بذلك”.
من جهته؛ قال محمد، والد عليان (55 عاما) والدموع تغلبه، إنه سيعمل “كل جهد من أجل زراعة عين لبشار، إن كان ذلك ممكنا”.
وأضاف أنه “تم استئصال عين بشار، في عملية جراحية بمستشفى النجاح، بمدينة نابلس (شمال)، طُلب مني التوقيع على العملية، كان أصعب قرار اتخذته في حياتي”.
وتنهد متابعا: “عارف شو (ماذا) يعني استئصال عين ابنك؟”.
وأردف: “لكن كل ذلك فداء للوطن، الاحتلال يقتل ويعتقل ويهوّد ويسرق الأرض ويفعل كل يوم فِعلته، لكن ذلك لن يثني شعبنا عن نضاله”.
وتساءل والد عليان: “أين حقوق الطفل؟ عندما يطلق جندي النار نحو رأس طفل ماذا يريد منه؟ سوى أن يقتله أو يحدث ضرر مستدام لديه”.
ولفت الأب إلى إنه اعتقل لمدة 15 عاما في السجون الإسرائيلية.
من جانبه؛ قال عايد قطيش مدير برنامج المساءلة القانونية في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال (فرع فلسطين)، إن “الطفل عليان أصيب بنوع رصاص يمنع استخدامه عن قرب، أو في الأجزاء العليا من الجسد”.
وأشار إلى أن حالة “عليان” تنطبق على عدة حالات مماثلة، متهماً الاحتلال الإسرائيلي بـ”استهداف الأطفال، وانتهاك حقوقهم”.
ووفق توثيق الحركة العالمية، فإن 2115 طفلا فلسطينيا استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي وعلى أيدي المستوطنين منذ عام 2000 وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بينهم 521 طفلا لا تزيد أعمارهم عن 8 سنوات.
أما عن اعتقال الأطفال، فوثقت المؤسسة 1346 حالة اعتقال منذ بداية العام الجاري، في حين اقترب عدد المعتقلين من 3 آلاف معتقل منذ 2008، بينهم نحو 500 طفل أعمارهم بين 12 و15 عاما.