اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسل الجزيرة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي، اليوم الأربعاء، بقصف استهدفهما في أثناء وجودهما في سيارتهما بمدينة غزة.
وتعرض إسماعيل الغول للاغتيال بعد استجابته مع فريقه لطلب الإخلاء من الموقع، حيث تعرضت سيارته لقصف الاحتلال بعد مغادرته الموقع، ليقضي على الطريق هو والمصور المرافق له رامي الريفي.
ولن تستطيع زوجة إسماعيل الغول وابنته الوحيدة توديعه، لأنهما في المناطق الوسطى من القطاع، ولم تلتقياه منذ نحو 8 أشهر.
وفي حديث لقناة الجزيرة؛ قال جهاد الغول (شقيق الصحفي إسماعيل) إن الاحتلال يستهدف من يقول الحقيقة وينقل صورة معاناة الناس في قطاع غزة.
وأضاف أن جيش الاحتلال قرر أن يغتال أخاه وهو ينقل الصورة، مؤكدا أن لا رسالة لديه للعالم، لأن “العالم لم يتحرك لوقف المجزرة المستمرة في غزة منذ أشهر”.
من جهتها؛ أدانت شبكة الجزيرة بأشد العبارات جريمة اغتيال الاحتلال مراسلها في غزة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي.
وتعهدت شبكة الجزيرة باتخاذ كل الإجراءات القانونية المتاحة لمقاضاة قتلة صحفييها، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الجرائم المستمرة للاحتلال ضد الصحفيين والإعلاميين بغزة.
وأكدت التزامها بتحقيق العدالة لصحفييها، ولأكثر من 160 صحفيا قُتلوا في غزة منذ اندلاع الحرب.
وأضافت أن الاحتلال استهدف عمدا إسماعيل الغول ورامي الريفي خلال تغطية ميدانية من مخيم الشاطئ بقطاع غزة، بصاروخ موجه.
وأكدت أن هذه الجريمة تضاف لسلسلة الجرائم التي تعرض لها صحفيو الجزيرة وعائلاتهم في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وشددت على أن تغطيات إسماعيل الغول تميزت بالمهنية والاحترافية، كما عرف بالتزامه بنقل الصورة والحدث رغم المخاطر، لافتة إلى أن تقاريره كانت تنقل للعالم معاناة سكان غزة وفظائع الاحتلال بحقهم.
وتابعت أن تغطية إسماعيل لاجتياح مجمع الشفاء وأحياء الشمال نالت اهتماما واسعا، وبثتها وكالات وقنوات دولية، مشيرة إلى أن إسماعيل واصل التغطية رغم تحديات الجوع والمرض وفقدان أبيه وأخيه، وذلك لنقل الحقيقة عبر شاشة الجزيرة.
وكان إسماعيل الغول قد نقل، عبر تقاريره المستمرة على مدى الحرب الإسرائيلية على غزة، صورا للأحداث الكبرى في القطاع، وعديدا من المجازر والجرائم التي كان يتمكن من تغطيتها بشكل موسع وسريع من مكان إلى آخر.
ومنذ بداية حرب الإبادة التي ينشها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع؛ استهدف الاحتلال طواقم الجزيرة، ففي يناير/كانون الثاني الماضي، قُتل الصحفي حمزة الدحدوح (نجل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح) في قصف إسرائيلي استهدف صحفيين غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما قُتل بقصف إسرائيلي مصوِّر الجزيرة سامر أبو دقة في ديسمبر/كانون الأول الماضي في خان يونس.
وفي فبراير/شباط الماضي؛ أصيب بقصف إسرائيلي مراسل الجزيرة إسماعيل أبو عمر والمصور أحمد مطر في منطقة ميراج شمال مدينة رفح.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ودمارا واسعا في البنية التحتية للقطاع.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، حيث إنه يعرّض حياة المدنيين، بمن فيهم الصحفيون والإعلاميون، للخطر الشديد، ويسبب معاناة جسيمة لهم.
وتستوجب جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لملاحقة منظومة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبتها على هذه الجرائم.