في جريمة جديدة تؤكد النمط المتصاعد من استهداف الطواقم المدنية؛ قُتل أربعة صحفيين فلسطينيين وأُصيب خامس بجروح حرجة، جراء قصف نفذته طائرة مُسيّرة تابعة للاحتلال على ساحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة.
والضحايا هم الصحفيون إسماعيل بدح، وسليمان الحجاج، وأحمد قلجة، وسمير الرفاعي، فيما أُصيب الصحفي عماد دلول بجروح خطيرة، وذلك أثناء تواجدهم في محيط المستشفى لتوثيق الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع.
وجاء القصف الهمجي وسط استمرار الحملة العسكرية التي ينفذها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، والتي باتت تأخذ طابعًا ممنهجًا يرقى إلى جريمة إبادة جماعية.
وباستهداف ساحة مستشفى كموقع يُفترض أن يكون آمنًا بموجب القوانين الدولية، ولا سيما اتفاقيات جنيف التي تُلزم أطراف النزاع بتجنيب المنشآت الطبية والصحفيين الأعمال العدائية، يضيف الاحتلال الإسرائيلي دليلًا جديدًا على استخفافه بمبادئ القانون الدولي الإنساني، ويكشف عن محاولة متعمدة لإسكات الأصوات التي توثق الجرائم على الأرض.
وتشير الهجمات المتكررة على الصحفيين في غزة، والتي راح ضحيتها منذ بداية الحرب المئات من الصحفيين بين قتيل وجريح، إلى سياسة تهدف إلى تقييد التغطية الإعلامية وحرمان العالم من معرفة ما يحدث فعليًا على الأرض.
ولا يمكن فصل قصف ساحة المستشفى المعمداني عن السياق الأوسع لحرب الإبادة الجماعية التي تُشن على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث يستمر القتل المنهجي والتدمير الواسع للبنية التحتية المدنية، في ظل حصار شامل يمنع الغذاء والماء والدواء عن أكثر من مليوني إنسان.
وفي مثل هذا السياق؛ يصبح مقتل الصحفيين جريمة مركبة: جريمة قتل متعمد، وجريمة إسكات للحقيقة، وجريمة انتهاك صريح للحماية التي يضمنها القانون الدولي للصحفيين، الذين يعتبرون مدنيين في زمن الحرب ما لم يشاركوا مباشرة في الأعمال القتالية.