تتفاقم معاناة النازحين في قطاع غزة مع استمرار التحديات الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة الإسرائيلية التي دمرت منازلهم على مدار الأشهر الماضية.
وضمن هذا السياق؛ أعلنت مديرية الدفاع المدني الفلسطيني، الأربعاء، أن الأمطار الغزيرة خلال اليومين الماضيين غمرت أكثر من 1,542 خيمة تأوي آلاف النازحين، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات “ارتعاش من البرد”، في مشهد يعكس تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
وأوضح بيان صادر عن مديرية الدفاع المدني أن مياه الأمطار غمرت مئات الخيام بمستويات تجاوزت 30 سنتيمترًا، مما تسبب في تلف أمتعة ومفروشات النازحين.
وفي مدينة غزة وحدها؛ تم تسجيل غرق 242 خيمة في مخيمات النزوح بمواقع مختلفة، منها ملعب اليرموك ومجمع السرايا، بينما سجلت خان يونس أكبر الأضرار مع غرق وتضرر 665 خيمة.
وفي المحافظة الوسطى، تركزت الأضرار في مناطق غرب دير البلح ووادي السلقا، حيث غمرت المياه 210 خيام.
وبالإضافة إلى ذلك، أفاد الدفاع المدني أن مئات الخيام الأخرى تسربت إليها مياه الأمطار بمستويات أقل من 30 سنتيمترًا، لكنها أضافت عبئًا على السكان الذين يعيشون في ظروف مأساوية.
وفيات وتهديد مستمر
وسط هذه الظروف، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن ارتفاع عدد الوفيات بين النازحين إلى 7، بينهم 6 أطفال، منذ بداية موجة البرد الحالية.
وأشار إلى أن 81% من الخيام المستخدمة لإيواء النازحين باتت متهالكة، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والوفيات الناتجة عن البرد القارس ونقص المأوى.
وتأتي هذه المعاناة في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023، وأسفرت حتى الآن عن 154 ألف قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، ودمار واسع في البنية التحتية.
وبالرغم من صدور مذكرتي اعتقال دوليتين بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، تواصل سلطات الاحتلال تنفيذ مجازرها بدعم أمريكي، وسط صمت دولي وعجز أممي عن وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية.
وتتطلب هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها الغزيون تدخلا عاجلا لتوفير المأوى والغذاء للنازحين، وحماية الأطفال من خطر الموت جراء البرد ونقص الخدمات الأساسية، إضافة إلى العمل على تحقيق العدالة للضحايا عبر تنفيذ مذكرات الاعتقال الدولية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
في ظل هذه المأساة المستمرة، يظل سكان غزة يكافحون من أجل البقاء، بينما تتراكم التحديات الإنسانية يوماً بعد يوم، دون أفق لحل ينهي معاناتهم.