في حلقة جديدة من حلقات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، قُتل 22 فلسطينيًا، بينهم خمسة من منتظري المساعدات الإنسانية، جراء قصف متواصل شنه الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الخميس على عدة مناطق مكتظة بالسكان.
ونفذ الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي استهدفت منازل ومخيمات للنازحين في مناطق مختلفة من القطاع.
ففي وسط القطاع، قُتل أربعة أشخاص، بينهم طفلتان، في قصف استهدف شقة سكنية في برج الصالحي غرب مخيم النصيرات. بينما لقي أربعة آخرون مصرعهم وأصيب عدد من المدنيين في غارة طالت شقة تعود لعائلة الحديدي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
كما أسفر قصف منزل لعائلة زقوت قرب مسجد النور المحمدي في حي الشيخ رضوان شمال المدينة عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قتل الاحتلال رجلًا وزوجته وأطفاله في قصف استهدف منزلهم في المعسكر الغربي، بينما قُتلت طفلة وأصيب آخرون في قصف طال خيمة للنازحين غرب المدينة. ولم تكتف الطائرات بذلك، بل استهدفت أيضًا خيمة تؤوي نازحين في ذات المنطقة، ما أدى إلى مقتل امرأتين.
وفي مدينة دير البلح، استهدف جيش الاحتلال مجموعة من المدنيين أثناء انتظارهم لمساعدات إنسانية شرق المدينة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، في سياق سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال ضد سكان غزة، حيث أصبح استهداف المدنيين المنتظرين للمساعدات سلوكًا متكررًا، يعكس استخدام التجويع كسلاح حرب بهدف الإذلال والإبادة.
ومنذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 61,158 قتيلًا، بينهم أكثر من 1,600 من منتظري المساعدات. كما ارتفع عدد الجرحى إلى 151,442، من بينهم أكثر من 11,800 جريحًا خلال محاولات الوصول إلى الغذاء أو النجاة من الجوع.
إضافة إلى ذلك؛ قضى 193 شخصًا على الأقل، بينهم 96 طفلًا، نتيجة المجاعة الحادة وسوء التغذية، في سابقة مأساوية تعيد إلى الأذهان أبشع صفحات التاريخ الحديث.
إن ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه إلا بأنه حرب إبادة جماعية ممنهجة، تنفذها آلة عسكرية لا تفرق بين طفل وشيخ، بين منزل وخيمة، بين مريض وطالب للمساعدة، فالقصف المتكرر للمدنيين، واستهداف مراكز الإيواء، ومنع دخول الغذاء والدواء، كلها دلائل واضحة على وجود نية متعمدة لإبادة جزء من السكان الفلسطينيين.
وفي ظل تواطؤ عالمي مخجل؛ واستمرار حالة الإفلات من العقاب، فإن مأساة غزة مرشحة للتفاقم أكثر، ما لم يتحرك العالم لكبح جماح هذا العدوان الوحشي، ووضع حد لاستخدام الجوع والنار كسلاحين لإخضاع شعب أعزل.