يشهد قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء قصفا متواصلا ينفذه الاحتلال الإسرائيلي، أسفر عن مقتل عشرات المدنيين في وقت تشهد فيه المستشفيات انهياراً متسارعاً لقدراتها الاستيعابية، وسط ظروف إنسانية توصف بالكارثية.
وبحسب بيانات طبية؛ بلغ عدد القتلى منذ منتصف الليل وحتى الساعة العاشرة صباحاً 46 قتيلاً. وقد استقبل مستشفى الشفاء 32 جثة، فيما وصل 4 قتلى إلى عيادة الشيخ رضوان، و4 آخرون إلى مستشفى العودة، إضافة إلى قتيل واحد في مستشفى الأقصى، و5 قتلى في مستشفى ناصر، بينما لم تُسجل أي وفيات في مستشفى المعمداني خلال الفترة ذاتها.
وأكدت الطواقم الطبية أنها تعمل في ظروف خطيرة، مع استمرار استهداف البنية التحتية الصحية وعدم توفر التجهيزات اللازمة لإنقاذ المصابين.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوقعت حرب الإبادة أكثر من 63,557 قتيلاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب 160,660 مصاباً بجروح متفاوتة، في حصيلة غير نهائية نظراً لبقاء أعداد من الضحايا تحت الأنقاض أو في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب القصف المستمر.
ويندرج ما يجري في غزة ضمن أوضح صور الإبادة الجماعية كما عرّفتها اتفاقية عام 1948، حيث يتجلى القتل واسع النطاق والمتعمد للمدنيين، والاستهداف الممنهج للمستشفيات ومراكز الإيواء، ومنع وصول الغذاء والدواء. وتمثل هذه الأفعال خرقاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، الذي يفرض على أطراف النزاع التمييز بين المدنيين والمقاتلين وحماية المرافق الطبية والإغاثية.
ومع استمرار الحصار والقصف؛ يجد سكان غزة أنفسهم محاصرين بالموت والجوع والحرمان من العلاج، في ظل عجز دولي عن اتخاذ إجراءات توقف الانتهاكات، لتتكشف أمام العالم مأساة متكاملة الأركان، حيث يتحول القانون الدولي من منظومة لحماية المدنيين إلى نصوص معطّلة أمام واحدة من أكبر الجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث.