حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، من كارثة إنسانية تهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، بسبب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة، وخاصة في مدينة غزة.
وأكدت الوزارة في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك، ضرورة توفير الحماية الفورية للمستشفيات والطواقم الطبية، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل وفتح طرق آمنة للوصول إلى المستشفيات في محافظة غزة.
وأوضحت الوزارة أن الوضع الطبي في القطاع يزداد سوءاً مع تصاعد الهجمات، ما يجعل تقديم الرعاية الصحية أمراً بالغ الصعوبة، ويهدد حياة العديد من المرضى.
وفي هذا السياق؛ حذّر مدير الصحة في غزة، منير البرش، من المخاطر الكبيرة التي يشكلها الإخلاء القسري للمستشفيات، الذي تفرضه قوات الاحتلال، مؤكداً أن هذه الإجراءات تعرض حياة مئات المرضى للخطر، خصوصاً أولئك الذين يتلقون رعاية طبية حرجة في أقسام العناية المركزة.
وقال البرش في تصريح صحافي اليوم إن أكثر من 200 مريض في العناية المركزة بحاجة ماسة إلى أجهزة تنفس صناعي، محذراً من أن إخلاءهم يعني موتهم بشكل مباشر.
وأضاف: “لن نخرج من مستشفياتنا ولن نترك مرضانا، البديل هو الموت”. وأكد أن الطواقم الطبية قررت البقاء إلى جانب المرضى رغم كل المخاطر.
من جانبه؛ أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن قلقه الشديد من ما وصفه بـ”خطاب الإبادة” الذي يصدر من المسؤولين في الاحتلال تجاه قطاع غزة.
وقال تورك في تصريحات صحافية إن القطاع أصبح بالفعل “مقبرة” مفتوحة للمدنيين الفلسطينيين، محذراً من استمرار القتل الجماعي الذي يرتكبه الاحتلال.
ودعا المسؤول الأممي المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل “لإنهاء المذبحة”، مشيراً إلى معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، واصفاً الأوضاع هناك بأنها “جريمة حرب” جارية.
وأضاف أنه لا يمكن للعالم أن يتجاهل الانتهاكات المستمرة بحق الصحافيين وموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات الإنسانية.
وقدرت الأمم المتحدة أن نحو مليون شخص لا يزالون في مدينة غزة ومحيطها، حيث أعلنت رسمياً الشهر الماضي عن حالة مجاعة في القطاع، محذرة من “كارثة” إنسانية وشيكة في حال استمرار الهجمات الاحتلالية.
كما أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن الوضع في غزة أصبح حرجاً بشكل غير مسبوق، وسط غياب تام للمساعدات الإنسانية، وانعدام الأمن الغذائي، في ظل الحصار والممارسات الاحتلالية المستمرة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يستمر الاحتلال بدعم أمريكي في ارتكاب إبادة جماعية في غزة، ما أسفر عن مقتل 64 ألفاً و522 فلسطينياً، وإصابة 163 ألفاً و96 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
كما تشهد المنطقة نزوحاً جماعياً لمئات الآلاف من المدنيين الذين فقدوا منازلهم، بالإضافة إلى المجاعة التي تسببت في مقتل 393 فلسطينياً، بينهم 140 طفلاً، لتشكل بذلك صورة قاتمة لأوضاع القطاع في ظل الهجوم الوحشي الذي تتعرض له غزة، في ظل صمت دولي.