في وقتٍ يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أحلك المآسي الإنسانية في التاريخ المعاصر؛ يتواصل الحصار الخانق وسط قصف مستمر ومجاعة متفاقمة تحصد أرواح الأبرياء على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومع تصاعد المأساة؛ جدّدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
وأكدت الوكالة، في منشور عبر منصة “إكس”، أن “الوقت قد حان لتحويل الاهتمام في غزة نحو الوقف الفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية”، مشددة على أن السماح للأونروا بتوزيع المساعدات بشكل آمن وعلى نطاق واسع ضرورة لا تحتمل التأجيل.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، يفرض الاحتلال إغلاقاً محكماً على المعابر المؤدية إلى القطاع، مانعاً دخول المواد الغذائية والإغاثية، فيما تصطف مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات عند الحدود دون أن يُسمح لها بالعبور.
وبين الحين والآخر؛ تدخل كميات ضئيلة لا تكفي لإنهاء نزر يسير من حالة المجاعة، في وقت تتعرض فيه العديد من الشحنات لعمليات سطو من جماعات مسلحة تقول حكومة غزة إن الاحتلال يوفر لها الحماية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتعرض قطاع غزة لعدوان دموي خلّف حتى الآن 65,141 قتيلاً و165,925 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة أدت إلى وفاة 432 شخصاً، بينهم 146 طفلاً، وهي أرقام فادحة تعكس حجم الإبادة الجماعية الجارية بحق سكان القطاع المحاصرين.
إن ما يجري في غزة يتجاوز حدود النزاع المسلح التقليدي، فهو نموذج صارخ للإبادة الجماعية، حيث يُستهدف المدنيون بشكل مباشر، وتُحرم ملايين الأسر من أبسط مقومات الحياة. واستمرار منع الغذاء والدواء والماء هو جريمة مركبة تستهدف وجود شعب بأكمله، وتتطلب تحركاً عاجلاً لمحاسبة مرتكبيها ووقف نزيف الدم فوراً.